السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

خامنئي يعترف !!!

نشر بتاريخ: 24/01/2016 ( آخر تحديث: 24/01/2016 الساعة: 15:06 )

الكاتب: ماهر حسين

أخيرا" أدان المرشد الإيراني خامنئي الإعتداء على سفارة وقنصلية المملكة العربية السعودية في إيران واعتبر هذا الحدث بأنه ضار في إيران أكرر (ضار في إيران) .
وكأن المشكلة فقط بأن الإعتداء (ضار في إيران).
يأتي هذا التصريح لخامنئي بعد أن تصاعدت الأزمة السعودية العربية مع إيران على خلفية الإعتداء الغاشم والغريب والغير مبرر على سفارة إيران في طهران ، والغريب في ردة فعل خامنئي بأنه ركز على أن الاعتداء على السفارة السعودية وكما أسلفنا قد أضر بإيران وهذا يجعلنا نقول بأنه لو لم يضر الإعتداء على السفارة السعودية في إيران فأنه يمكن قبول الموضوع وتبريره !!!
هذا وللعلم فإن تعليق خامنئي جاء متأخرا" جدا" بإدانة ما حصل .
الأغرب في تصريحات خامنئي بانه ساوى بين الاعتداء على السفارة البيريطانية سابقا" والسعودية باعتبار أن الاعتداء علي هذه السفارات قد أضر بإيران وكأنه لا فرق بين السعودية الجارة المسلمة وبريطانيا .
والأغرب من غريب بأن خامنئي لم يتحدث عن الأعراف الدولية وأصول التعامل مع البعثات الدبلوماسية وغيره من مفاهيم وقوانين تجعل من حق كل دولة لها ممثلية لدى دولة أخرى بأن يكون مقرها وسفارتها بأمان في الدولة المُضيفة لها.

لم أرى في حديث الخامنئي ما يشير الى كونه قد تعلم من التاريخ ومن أصول الدين وأصول الجيرة والتعاون والأخوه ..ولم أرى في حديث خامنئي ما يشير الى انه فهم حقيقة الجيران العرب وطبيعتهم ..يعتقد هذا الخامنئي بأن المهم والمطلوب هو مصلحة إيران وكأنه لا يوجد مصالح عربية في الجهة المقابلة ..يعتقد هذا الخامنئي بأن إيران هي محور الكون وينسى بأن من حق دولة كبرى كالسعودية ومعها العرب بأن يبحثوا عن مصالحهم وان يدافعوا عن كرامتهم ومن حقهم كذلك ان يكونوا في دائرة الفعل لا دائرة رد الفعل .
لم نعد نحتمل مزاودات بيع وشراء فلسطين في سوق الخطب والكلمات الصادرة عن حسن نصرالله لتكون مقدمة لمهاجمة الدول العربية والحكومات التي تختلف مع إيران .
لقد وصلت تجاوزات إيران وتدخلاتها في المنطقة حد غير مقبول وغير ممكن السكون عنه من قبل الفاعلين في المنطقة من مواطنين وحكومات وقيادات ...الجميع لم يعد يحتمل مزيد من التدخلات الإيرانية.

وأنا هنا لا يهمني موقف الولايات المتحدة الامريكية التي أرى بأنها متوافقة بشكل أو بأخر مع إيران ولكن أتحدث عن دولنا العربية فنحن لسنا على عداء مع إيران الشعب والهوية والطائفة ولكننا على خلاف مع سياسة طهران العدائية التي تتجاوز على الجميع ومن حق العرب أن يقفوا ضد تجاوزات إيران .
لسنا على عداء مع الشيعة ولا أقبل الحديث الطائفي ولكن تدخلات إيران وسياستها الطائفية المقيتة والقائمة على مبدأ ولاية الفقية كوسيلة لشراء الولاء وكذلك التدخل في شؤون الغير هي جميعها سياسات تدمر البنية المجتمعية للدول العربية وتهدد وجود الشيعه أنفسهم بدولهم وأدعو إخواننا الشيعة لأن يثقوا بأن مصلحتهم في دولهم ومع حكوماتهم بمنطق التعددية لا بمنطق التكفير وإقصاء الاخر وطبعا بلا (ولاية الفقيه ) التي فتحت بوابات التبعية والعمالة لدولة أخرى صاحبة مصالح.

أنتم أولياء انفسكم ولديكم مراجعكم التي تفهم إحتياجكم وتعلمون ما هي مصالح أوطانكم فلا تكونوا أتباعا" لأحد سوى لله عز وجل الذي ترك فينا القرأن الكريم دستورا" وحاكما" .
كونوا مع امتكم ووطنكم لأن هذا هو سر الوفاق والإتفاق الذي فيه الخير لكم ولمن بعدكم.
تعلموا السياسة ...
في البداية عندما أعدمت السعودية المواطن السعودي النمر بموجب قانونها كان خامنئي فرحا" بالإعتداء على السفارة السعودية والان عندما شعر بتأثيرات هذا الاعتداء المرفوض والغاشم ها هو يتغير لمصلحة بلده ويدين الاعتداء .
كونوا مع اوطانكم كما هو خامنئي مع إيران .
خامنئي اعترف بأن الإعتداء ضار بمصالح إيران وهذا لا يكفي .