الأحد: 16/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشهيد امجد سكري سلك النهج الثوري المقاوم

نشر بتاريخ: 02/02/2016 ( آخر تحديث: 02/02/2016 الساعة: 11:15 )

الكاتب: عباس الجمعة

الانتفاضة تستمر وهي تتزاين بشهدائها ، فكيف لا عندما تزين صورة الشهيد امجد سكري ، هذا الشرطي الفلسطيني الذي اراد ان يقول للجميع ان الانتفاضة هي الطريق الحقيقي بمواجهة احتلال عنصري استيطاني وعدو حقيقي لكل انسان عربي وحر في العالم ، ليضيف اسمه إلى أجندة الشهداء ، وليقول للجميع لا تساوموا على حق شعبكم في معرفة الحقيقة، لا تتهاونوا في إخبار العالم ما يجري، كونوا على قدر المسؤولية وإلا فاختاروا لأنفسكم درباً آخر.

الانتفاضة تتواصل ولم تتوقف رغم الشلال النازف ، وشباب وشابات فلسطين يأخذوا دورهم ، لانهم نجوم ساطعة ، يكتبون بصدورهم العارية اسم فلسطين وحاضرها ومستقبلها ويخوضون ملحمة بطولية في الشهادة والاستشهاد والمقاومة والتمسك بعروبتها، هي أعظم الملاحم البطولية الخالدة في تاريخ الإنسانية.
نعم اكد الشهيد امجد سكري ان الشعب العربي الفلسطيني لن يستسلم او يتنازل عن وطنه، وطن آبائه وأجداده، للكيان الصهيوني ، ويرفض الاعتراف بكيان الاستعمار الاستيطاني اليهودي العنصري والإرهابي، الذي يمارس أبشع أنواع الترحيل الجماعي والتطهير العرقي لإقامة الدولة اليهودية الاستعمارية العنصرية والإرهابية والمعادية لجميع شعوب المنطقة وللاستقرار والسلام في العالم.

إنّ ما جرى ويجري من تهويد لفلسطين هو من صنع الدول الاستعمارية والامبريالية الأمريكية، فكان لا بد من ان ينهض الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم جيل الشباب ليعطي نموذجاً جديداً ستتغنى به الأجيال من خلال انتفاضته العظيمة , وأن يكتب شهداء الانتفاضة بالدم في صفحات العز والإستشهاد في مقارعة العدو الصهيوني ومنظومته الأمنية , ليأكدوا للعالم ان فلسطين حرة وعلى شعبنا مواجهة الاحتلال وقطعان مستوطنيه، وليعطي الشهيد امجد سكري باستشهاده , دافعاً أساسياً ومحرضاً فاعلاً , على سلوك النهج الثوري المقاوم في مواجهة عربدة وسطوة الإحتلال الصهيوني, وليضيف بعمليته صورة الفعل الفلسطيني المقاوم الفلسطيني .

نعم نقول ذلك ونحن نخوض ميادين الصراع مع استعمار الاستيطان والإحتلال نحو العودة والحريّة والاستقلال. وعلى قاعدة الوحدة الوطنية وتجاوز الانقسام المدمّر ، ؟لأن شعبنا ما زال في مرحلة التحرر الوطني ، وان الانتفاضة هي الطريق لشعبنا لجلاء الاحتلال ، أقول في لحظة مصيرية ، نرى فيها دماء الشهداء نجوماً ساطعة في سماء فلسطين وحولها، أوسمةً زاهرة على صدر شعبنا، مناضلات ومناضلين، ، حيث تجمع الانتفاضة اليوم بين الفكر الثوري والممارسة، هذه الحقائق يجب ان تحرك الضمائر الحية، فيستفيق النائمون من كبوتهم وتتحرك الضمائر للتعاطف مع قضية الشعب الفلسطيني التي هي أنبل قضية أنسانية عرفها التاريخ الحديث .

وامام كل ذلك نقول ان ما يجري اليوم من مبادرات دولية من هنا وهناك تأتي وللأسف من بعض المتأمرين في منظومة المجتمع الدولي لتصفية الوجود الفلسطيني وإذالة قضيته، وذلك في عدة مشاريع تصفويه وابرزها اعطاء دويلة منقوصة السيادة وفتح قنوات "الهجره" للاجئين إتجاه القارة الأوروبية وتحويل من يتبقى الى جاليات فلسطينية في الدول العربية للتنازل عن حق العوده والإبعاد والنفي والتشريد، ولكن رغم كل ذلك فإن الشعب الفلسطيني في المنافي والشتات لن يتنازل عن حق عودته الى قراه وبلداته مهما كانت التضحيات .

وفي ظل هذه الظروف الصعبة رأينا الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية وتضامن كل الشعب الفلسطيني معه في الخارج والداخل لمواجهة الاحتلال وقوانينه لانهم أبناء ملح هذه الأرض وجذور زيتونها وشموخ النخيل وإن أرادت القوى الإستعمارية الغاشمه أن تنسي هذا الشعب المناضل في الشتات والمنافي حقه في العوده، فسوف يظل يحمل المفتاح وسيتخذه شعارا ومبدءاً ووسيلة للإبقاء على صوت اللاجئين الباحثين عن حقوقهم في البيوت والقرى والبلدات الفلسطينية، رغم ما يحاك اليوم من محاولة لتقليصات خدمات وكالة غوث اللاجئين الاونروا للاجئين الفلسطينين في مخيمات لبنان وخاصة على الصعيد الصحي والتربوي في محاولة للتهرب من مسؤولية المجتمع الدولي من تقديم مساعدته ، باعتبار ان وكالة الاونروا هي الشاهد العيان على نكبة فلسطين ، كل ذلك استمراراً وتراكماً لما اصابه من مأساة ادت الى تهجيره عن ارض فلسطين عام 48 ، هذا اليوم الأسود في تاريخ الإنسانية حيث تحمل عشرات السنوات العجاف في ظل عالم مسكون بالوجع لأن المسيطر هو "الفيتو الأمريكي" .

واليوم نحن نرى للأسف عدة قرارات دولية أخرى تضربها حكومة الاحتلال والادارة الاميركية بعرض الحائط لتستكمل هجمة لإغتصاب ما تبقى من الارض الفلسطينية في ظل عالم يعترف بدولة فلسطين كعضو مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحده ، حيث يستمر تهويد القدس وتتسارع الحفريات ويقطع اوصال الضفة من خلال الجدار العنصري الشهير والذي أقرت المحكمة الدولية ببطلانه والاستيلاء على ارض الاغوار والنفب ، واراضي البلدات في الضفة الفلسطينية، وشن حروب متقطعة على قطاع غزة .

من هنا تؤكد الانتفاضة بدماء شهدائها ان تحرير الأرض واستعادة الحقوق، لا يعود بالمفاوضات ولا بالتنسيق الامني ، وان ارادة النضال هي الاقوى والاساس، كما توجه رسالة للعالم بأن قضية فلسطين حية لن تموت، وأن هذا الشباب وهذا الشعب الذي ينتفض سيواصل نضاله وصموده طالما بقي فينا طفل يرضع حتى تحقيق حلمه في العودة والحرية والاستقلال .

ختاما : لا بد من القول ، الانتفاضة شعلة الإنتصار ، وهي بحاجة للوحدة الوطنية وحمايتها ، كما اهلنا في مخيمات الشتات يحملون مئات المفاتيح من مدن وقرى فلسطين التاريخية ، وان دماء شهداء الانتفاضة والشهيد امجد سكري الطريق نحو النصر الاكيد .