الأحد: 16/06/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلنا سفراء من اجل فلسطين

نشر بتاريخ: 02/02/2016 ( آخر تحديث: 02/02/2016 الساعة: 11:17 )

الكاتب: د. علي الاعور

كانت الساعة الرابعة مساء عندما وصلت إلى فندق الملك داود في القدس لإلقاء محاضرة حول القدس وتاريخ القدس والأوضاع التي تمر بها المدينة المقدسة ، وعندما تجولت في داخل المكان في فندق الملك داود وشاهدت الصور حيث القيادات الفلسطينية زمن الانتداب البريطاني وصور القادة والزعماء التاريخيين ، أحسست أنني في مكان تاريخي سياسي كبير حافل بالمحطات التاريخية التي مر بها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ، وقد وجهت لي الدعوة من وفد سياحي أمريكي يزور القدس مهتم بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، باعتباري باحث ومختص في تاريخ القدس ، حيث إنني أقوم بإعداد أطروحة ثانية لدرجة الدكتوراة في الجامعة العبرية في القدس بعنوان " تنافس القوى المحلية والإقليمية في القدس ودورها في عملية السلام في الشرق الأوسط "
لقد شعرت وأنا في المكان أن المسؤولية كبيرة وتاريخية وسياسية ويجب أن أسجل كمواطن فلسطيني وسفير لفلسطين موقف فلسطيني ثابت وهو ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي حتى حدود الرابع من حزيران عام 1967 والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية. مع الاعتماد كأساس لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الرابعة وفتوى محكمة لاهاي عام 2004 فيما يخص القدس الشرقية والضفة الغربية باعتبارها إقليم محتل من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي .

وهنا وضعت عنوانا واضحا للمحاضرة وهو " القدس مفتاح السلام والحرب في منطقة الشرق الأوسط ، وبدأت بعرض تاريخي للمدينة المقدسة منذ اليبوسيين والكنعانيين حتي يومنا هذا ، ثم تحدثت عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي يعيشه أهلنا في القدس .
كما تحدثت عن أهمية المسجد الأقصى المبارك للمسلمين والارتباط الديني والروحاني والعقائدي الذي يربط الفلسطينيين والمسلمين بالمسجد الأقصى المبارك ومساحته بالكامل 144 ألف متر مربع ، أي 144 دونم .

فذكرت لهم أن المسجد الأقصى أولى القبلتين التي توجه المسلمون فيها للصلاة مدة 18 شهرا قبل أن تنزل الآية التي تدعو النبي محمد والمسلمين للتوجه في الصلاة نحو الكعبة : المسجد الحرام " وكانت حادثة الإسراء والمعراج والتي تعتبر معجزة لدى المسلمين حيث اسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله وهذه الآية الأولى من سورة الإسراء ، كما ذكرت لهم حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حول زيارة المساجد والصلاة فيها ، والمسجد الأقصى المبارك إحدى المساجد الثلاث التي لا تشد الرحال إلا إليها " المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى . بالإضافة أصبح المسجد الأقصى المبارك رمز للمسلمين و رمز إسلامي وكذلك أصبح رمز للهوية الوطنية الفلسطيني والمسجد الأقصى عنوان لفلسطين وأساس القضية الفلسطينية كما انه يمثل العقيدة الإسلامية عند المسلمين .

كما تحدثت حول الوضع في المسجد الأقصى المبارك والاقتحامات الإسرائيلية كل يوم للمسجد الأقصى والتغير المكاني والزماني للمسجد الأقصى واقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بفترتين صباحا وبعد الظهر للمسجد الأقصى، وما تتعرض له المرابطات والمرابطين من اعتداءات من قبل الشرطة الإسرائيلية .
وفي نهاية المحاضرة ...كان هناك نقاش حول القدس والمسجد الأقصى المبارك ولكن أهم الأسئلة كان السؤال التالي : ما هو الحل؟؟؟
نعم كفلسطيني متمسك بهويته وقضيته الوطنية ، وكان الجواب أن الحل يبدأ باعتراف إسرائيل وحكومة إسرائيل بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية في حدود الرابع من حزيران عام 167 إلى جانب دولة إسرائيل.