الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قباطيه الاسد الرابض..

نشر بتاريخ: 04/02/2016 ( آخر تحديث: 04/02/2016 الساعة: 13:08 )

الكاتب: عبد الله كميل

عندما يمر عليك اسم قباطيه تتذكر فورا مقتل الحاكم العسكري البريطاني المدعو موفيت على يد ابن هذه البلده علي ابو عين وذلك بتاريخ 24_8_1938 حيث عرف هذا الحاكم بعداوته للفلسطينيين واشرافه على التنكيل بهم ..تتذكر فورا المشاركه الفعاله لابناء قباطيه بثورات فلسطين قبل عام 1948 ..ونصل الى بدايات حركة فتح حيث اختارها القائد الشهيد ياسر عرفات كقاعده انطلاق للعمل الفدائي وكقاعدة ارتكازية فاقام ابو عمار بجبالها وبين ابنائها لمعرفته المسبقة بعناد وصلابة ابناء قباطيه وقد ظهر من بين ابنائها في تلك الفتره الشهيد خطاب ابو الرب وسليم يوسف ابو زيد الذي تم هدم بيته وكان اول بيت ينسف في الضفه بعد الاحتلال واديب الزرعيني الذي استمر بالعمل مع باسر عرفات الى ان عاد الى ارض الوطن مع السلطة الوطنية وكذلك موسى الجاجه وامين سباعنه والعشرات الاخرين من الفدائيين ..وقد احتضنت قباطية ياسر عرفات لفتره ليست بالقصيره بعد النكسه عام 67 .

استمرت قباطيه بعطائها ونضالها ومن ميزتها انها كلما تعرضت لحصار كانت تزداد عنفا وعنادا ومن احدى النكات ان رجلا كبيرا في السن كان وجها من وجوه قباطيه اسمه الحاج عمر صادق جلس معه الحاكم العسكري الاسرائيلي في بدايات الانتفاضه الاولى حيث شاركت قباطيه بفعالية وتميز فقال له الحاكم شو الحل مع قباطيه يا حاج ..فبعناد قال له الحاج :الحل ان ترحلوا عنا وان لا تمروا من قباطيه فقال له الحاكم هل انتم دوله لوحدكم فقال الحاج نعم نحن دوله مستقله وان اردتم الاستمرار بتواجدكم فعليكم تحمل النتائج ..

وفعلا كانت قباطيه قد ثارت بصغيرها وكبيرها ونسائها بعد ان طبق اتسحاق رابين سياسة تكسير العظام على اول حالات حيث طبقها بالبدايه على شبان من قباطيه فكانت ردة الفعل مزيد من العناد لدرجة تحرير المواقع التي استخدمتها قوات جفعاتي وجولاني وبهجوم جماهيري غير مسبوق ..ولا انسى ان قباطية هي التي حطمت مشروع روابط القرى في العام 1982 ..وكذلك كانت قباطية البلدة الاولى التي حكمت بالاعدام من خلال محكمة شعبية على اخطر عميل وهو محمد العايد بتلريخ 24_2_1988وهاجمته كل جماهير قباطيه ونفذت به حكم الاعدام وعلقته على عمود الكهرباء وعلى اثر ذلك تم اعتقال المئات من ابناء البلده الا ان تلك الاجراءات زادت ابناء البلده عنادا فخرجت اولى مجموعات المطاردين باسم الفهد الاسود ..واستمرت الحكاية حتى جاءت الانتفاضة الثانية فتميزت قباطيه حيث قضى منها العشرات شهداء ولا انسى ان اول عملية استشهادية قد خرجت من قباطيه وذلك في العام 1993 حيث قام بها الشهيد رائد زكارنه عنادا وطنيا وردا على اهانته في السجون قبل عمليته بايام ..

والان حيث وصل عدد الشهداء من قباطية في هذه الهبة الى عشرة جلهم من الشبان الصغار والذين استشهد غالبيتهم بطرق تقشعر لها الابدان حيث تم اعدامهم بدم بارد مما خلق ردود فعل لدى اقرانهم من الشبان وتحديدا اصدقائهم والذين حسب اعتقادي حاولوا الثأر لهم انتقاما وكردود فعل فردية كما حدث في حوارة قبل حوالي الشهر وكما حصل مع الشهداء الثلاثه الذين استطاعوا دخول القدس بالامس وتمكنوا من قتل احدى المجندات واصابة العديد من الجنود فبل استشهادهم ..

على الاحتلال ان يدرك ان حصار قباطية وعمليات الاعدام التي يقترفها ضد ابنائها لا يجلب الا مزيد من العناد فهذه قباطيه العنيدة ايها الاحتلال لا يمكن تركيعها واعتقد انكم لم تتعلموا الدروس بعد ..ففعلكم المجنون وان كنا مع مقاومته سلميا وشعبيا فانه سيجلب ردود فعل كهذه واجراءاتكم ستزيد الوضع تعقيدا ولن تأتي الا بمزيد من ردود الفعل

واخيرا نقول ان الحل الوحيد هو رحيل الاحتلال واقامة الدولة المستقله وعاصمتها القدس الشريف حيث ان اختفاء الامل لدى الفلسطينيين بالحريه والاستقلال وحالة اليأس والاحباط من الطبيعي ان تخلق ردود الفعل حيث ان شعبنا قدم نهرا من الدماء في سبيل الحرية والذي لا يمكن ان يذهب هدرا ..ولابد من ان يكون ثمنه الاستقلال والحرية