الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاعلام الفلسطيني والبيضة والصوص

نشر بتاريخ: 13/03/2016 ( آخر تحديث: 13/03/2016 الساعة: 06:59 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

تتهم حكومة نتانياهو الاعلام الفلسطيني وعلى رأسه تلفزيون فلسطين بالتحريض على العنف؛ ويكرر ذلك نتانياهو ووزراء حكومته منذ ثلاثة اشهر. ولكننا كصحفيين فلسطينيين ممنوعون من الوصول الى مواقع الأحداث او التقاط الصور أو الحديث مع الجرحى او الاطفال. ونحن نفاجأ مثل الاسرائيليين بوقوع اية عملية ولا نعرف تفاصيلها الا من خلال ما تنشره صفحات المستوطنين او الناطق العسكري او الصحف العبرية والاذاعات وقنوات التلفزيون الاسرائيلي.

لا نملك صورا ولا فيديو ولا عناوين ولا اسماء ولا معلومات عن نوعية الاسلحة او السكاكين ، كما لا نملك المادة اللازمة للبث وهذه بحد ذاتها جريمة عنصرية من جرائم الاحتلال.

ولو ان اي مستوطن في الخليل وقف والتقط فيديو لطفل فلسطيني جريح رماه الجنود بالرصاص ؛ بل لو انه ايضا قام وشتمه وحقق معه لما منعه جنود الاحتلال من ذلك ؛ ولكن بالمقابل لو صدف تواجد اي صحفي عربي او اجنبي مرخص في مكان العملية لمنعه الجيش من القيام بواجبه وتذكرون طبعا ان الزميل الصحفي الذي صور الشهيد عواودة في الخليل وهو يطعن جنديا ؛ تم استدعاؤه للتحقيق واستجوابه بتهمة تغطية الحدث . ولو كان هذا المصور يهوديا لحظي بالتكريم والشهرة .

نحن ؛ وبيننا قناة فلسطين اليوم لا نملك أية امكانية للوصول الى مواقع الاحداث ، ولا نمتلك صورا او تفاصيل ، وبالتالي فان تهمة التحريض غير متوفرة . وكان يجب على حكومة نتانياهو ان تقول للجبهة الداخلية الاسرائيلية ان بنك اهدافها قد نفذ دون محاولة تلفيق اهداف جديدة .
وكما يقول الفلاسفة الماديون ؛ ان البيضة هي السبب الاساسي في وجود الصوص وليس الحرارة . ولو وضعنا حجر على شكل بيضة تحت الدجاجة واحتضنته 21 يوما فاننا لن نحصل على كتكوت . اي ان المناخ لوحده لا يكفي لخلق المادة وانما يجب توفر الموضوع نفسه .
ان وجود اعلام فلسطيني متعاطف مع الاطفال والشهداء وتلميذات المدارس لا يكفي لخلق انتفاضة ؛ وانما ان هناك انتفاضة فعلا ، والاعلام الفلسطيني يغطيها .
وطالما أننا لا نثق بحكومة الاحتلال ولا نقبل احكامها ولا قوانينها العنصرية ؛ فاننا نوافق تلقائيا على نتائج اي لجنة تحقيق دولية .
وحينها سيصدم الاسرائيليون بحجم التحريض في وسائل الاعلام الاسرائيلية والعبرية بالذات ؛ ولانني اخجل من ذكر ما اشاهده واقرأه يوميا باللغة العبرية ضد العرب ؛ يكفي ان اذكركم ان معظم تعليقات اليهود على انقلاب حافلة اطفال من فوق جسر في بلدة الرام حين احترقوا في حادث سير قبل سنوات ؛ كانت معظم تعليقات اليهود مخجلة وكتبوا : هذا افضل ان يموت اطفال العرب وهم بعمر 5 سنوات .