الخميس: 09/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

(كارلو ستاف) الفلسطيني وديمومة انتفاضة القدس

نشر بتاريخ: 21/06/2016 ( آخر تحديث: 21/06/2016 الساعة: 13:42 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

لا زلت العقدة الأمنية تسيطر على أركان الجيش (الإسرائيلي) والمسئولين الصهاينة، في ظل استمرار انتفاضة القدس وديمومتها، وتحقيق نتائج مهمة من خلال تنفيذ العمليات الاستشهادية البطولية بين الفينة والأخرى من خلال شباب القدس والخليل في قلب مدن الكيان الصهيوني آخرها عملية (تل أبيب) البطولية، والجميع شاهد الخوف الهستيري على الصهاينة خلال تنفيذ عملية (تل أبيب).

وقد عقد المسؤولين الصهاينة الكثير من ورش العمل العسكرية والأمنية والاجتماعات المطولة والمؤتمرات لمناقشة كيفية القضاء على انتفاضة والقدس ووقف العمليات الفدائية في قلب الكيان، إلا أن نتائج هذه الاجتماعات صفر كبير، ولازال النجاح الذي حققه الفدائيين في القدس المحتلة والعمليات البطولية التي نفذوها تمثل تحديا أسطوريا للعدو في اختراق حصون أجهزة الأمن (الإسرائيلية) وتمكن الفدائيين الفلسطينيين من الوصول إلى الأهداف المحددة وتنفيذ العملية البطولية بنجاح كبير .

وآخر المؤتمرات الأمنية العسكرية الهامة التي عقدت في الكيان الصهيوني قبل أيام مؤتمر (هرتزيليا ) السنوي، والذي يشارك فيه النخب من القادة الأمنيين والعسكريين والشخصيات المسئولة في الكيان، والذي تحدث عن الأخطار المستقبلية المحدقة بالكيان، وقد اعترف رئيس شعبة المخابرات العسكرية في الجيش (الإسرائيلي) "هرتسي هليفي" خلال افتتاح أعمال المؤتمر بوجود تحديات أمنية كبيرة تواجه الكيان، على الرغم من أن (إسرائيل) من أقوى دول الشرق الأوسط عسكريا وتكنولوجيا، ولها جيوش نظامية _ حسب قوله- إلا أن أجهزة الأمن الصهيونية المهترئة ضعيفة أمام تحدي وصمود الشباب الفلسطيني الذي يقود شعلة انتفاضة القدس والتي حققت الكثير من النتائج الهامة وأوقفت مخططات تقسيم القدس الزماني والمكاني .

إن عملية (تل أبيب) البطولية التي اخترقت حصون التطور التكنولوجي العسكري والأمني الصهيوني جددت الديمومة والحيوية لانتفاضة القدس في شهر رمضان المبارك، بل أعادت القدس في واجهة المشهد السياسي والإعلامي، وحققت نتائج كبيرة رغم أن منفذوها استخدموا سلاح (كارلوستاف) السويدي بدائي الصنع الذي يعود تاريخه للحرب العالمية الثانية عام 1945م

ورغم التطور العسكري والتكنولوجي في الكيان إلا أنه لم يسيطر كاملا على الأوضاع في القدس المحتلة، ولازالت الانتفاضة مشتعلة، ويواجه الكيان الصهيوني في كل لحظة مفآجات لا يحمد عقباها آخرها العملية البطولية التي نفذت مدينة (تل أبيب) الصهيونية التي أسفرت عن مقتل ستة من الصهاينة بينهم ضابط في وحدات النخبة (الإسرائيلية)، وقد شكلت هذه العملية البطولية النوعية صدمة كبيرة للمسؤولين في الكيان، والتي تأتي بعد أسابيع قليلة من انضمام اليمني المتطرف (أفيغدور ليبرلمان) وزيرا في حكومة (نتنياهو) الفاشية، حيث لم يستوعب (ليبرلمان ) الحدث والضجيج الكبير من حوله، وهو في أول أيامه في وزارة الدفاع (الإسرائيلية) وقد وعد المجتمع الصهيوني بإنهاء انتفاضة القدس ووقف العمليات الاستشهادية وعمليات الطعن والقتل في قلب مدينة(تل أبيب ).

إن عملية (تل أبيب ) البطولية جعلت وزير الدفاع الصهيوني (ليبرمان) يعيش في هستيريا شديدة ، وعقد مع رئيس الوزراء الفاشي (نتنياهو) العديد من الاجتماعات الطارئة التي تمتد لساعات طويلة لمناقشة كيف استطاع شباب الخليل تنفيذ عملية (تل أبيب) مستخدمين سلاح بسيط بدائي الصنع، حتى أن (نتنياهو) ووزير دفاعه الفاشي قاموا بعدد من الزيارات لمكان العملية وأهالي القتلى الصهاينة، وطمأنتهم بعدم تكرار مثل هذه العملية .

إن عملية (تل أبيب ) البطولية كبدت الكيان الصهيوني خسائر كبيرة على كافة المستويات، خاصة أن المدن الصهيونية في الصيف تستقبل المئات من السياح الصهاينة وتنظم له برامج سياحية وترفيهية وزيارات لمدينة القدس المحتلة؛ كافة هذه الأمور أثرت عليها بشكل كبيرة عملية (تل أبيب) البطولية .

إن شبان القدس والخليل سخروا كافة طاقاتهم وإمكاناتهم في البحث والتفكير والإعداد للعمليات الاستشهادية البطولية التي تؤلم العدو الصهيوني وتهو منظومة أمنه، ورغم الصعوبات الأمنية والاستخبارية وملاحقة خلايا المقاومة في القدس والضفة المحتلة من قبل العدو الصهيوني، إلا أن شباب القدس والضفة المحتلة تحدو العدو وصنعوا التاريخ من خلال صناعة أسلحة بدائية الصنع وأحزمة ناسفة وقنابل قتالية واعدو خطط عسكرية تمكنهم من الوصول لقلب المدن الصهيونية وتنفيذ عمليات فدائية بطولية تؤكد على صيرورة المقاومة واستمرار انتفاضة القدس؛ حتى أن الضباط الصهاينة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اعتبروا استخدام الشبان الفلسطينيين في القدس والضفة المحتلة الأسلحة بدائية الصنع وتحقيق نتائج كبيرة يمثل تحدي كبير أمام منظومة الأمن (الإسرائيلية) التي فشلت في وقف لهيب انتفاضة القدس، كما أن العملية البطولية الأخيرة في (تل أبيب ) مقدمة لفشل وزير الدفاع الجديد (ليبرمان) في سياساته العنصرية الإجرامية ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.

إن التطور العسكري والتكنولوجي الذي يتغنى به الكيان الصهيوني لن يستطيع القضاء على انتفاضة والقدس ووقف ديمومتها، وذلك لأنها انتفاضة إصرار وتحدي فلسطيني يعبر عن روح المقاومة في القدس المحتلة، وعن الغضب الكبير الذي يحمله القدسيين ضد الكيان الصهيوني بسبب جرائمه بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك.