الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الداخل الفلسطيني في مواجهة المخطط الاستيطاني الأخطر لتهويده

نشر بتاريخ: 20/07/2016 ( آخر تحديث: 20/07/2016 الساعة: 10:38 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

لم تنتظر الجماهير الفلسطينية يوم أن أعلن الاحتلال الصهيوني مخططاتهم الماكرة للاستيلاء على أكثر من 20 ألف دونم من أرضنا المحتلة عام 1948م أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها يومها خرجت الجماهير في الثلاثين من مارس/ آذار عام 1976م غاضبة من جرائم سلطات الاحتلال، وقدمت الشهداء والجرحى، رفضا المرسوم الصهيوني جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع "تطوير الجليل" والمقصود منه ( تهويد الجليل ) حيث تم تخصيص الدونمات المسروقة للمستوطنات في سياق مخطط تهويد الجليل علماً بأن الاحتلال صادر خلال الأعوام ما بين 48-72 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث .
ويشدد كاتب السطور على أن المخططات الصهيونية للاستيلاء على أرضنا في السبعينات هي نفسها تتكرر اليوم تحت مسميات التطوير، وهذا التطوير يقضي بهدف المساكن الفلسطينية ومنع الفلسطينيين من زراعة وفلاحة أرضهم، ووضع هذه الأراضي تحت السيطرة (الإسرائيلية المباشرة ).

ويؤكد الكاتب على أن المخططات التهويدية (الإسرائيلية) لم تتوقف يوما بحق الداخل الفلسطيني عام1984، بل ازدادت وتيرتها من قبل الاحتلال الذي يصدر كل يوم قرارات استيطانية تعسفية بحق أرضنا، بل ويصادر الحريات للفلسطينيين، ويهدد مرارا بتنفيذ عمليات التهجير القسري لفلسطينيي 48 الذي يعانون الويلات جراء معاملة الاحتلال لهم، والتفكير الصهيوني في تهجيرهم عن أرضهم وسرقة تهويد كافة أراضي 48 وعلى رأسهم الجليل الفلسطيني المحتل.
وحديثا أعلن الكيان الصهيوني نيته تنفيذ مخطط استيطاني كبير هو الأخطر والأشرس منذ 40 عام يستهدف السيطرة والتهويد على أربعة آلاف دونم من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الداخل .

وهذا المخطط الاستيطاني الخبيث له خطورة كبيرة على البلدات الفلسطينية في الداخل المحتل، وهو بحسب ما نشره المركز العربي للتخطيط البديل في الداخل؛ فإن السلطات (الإسرائيلية) أطلقت على هذا المخطط التهويدي مسمى " المخطط القُطري المصنف برقم (14/ ب)" ، وله مخاطر كبيرة وكوارث بيئية تمس الحياة في بلدات الداخل، ويستهدف أراضٍ في نحو عشرة بلدات فلسطينية حيث سيغلق منافذ مسطحات هذه البلدات بأكملها كما يستهدف المخطط أراضي متنوعة، فهو يتحدث عن أراضي جزء منها ملكية خاصة، وجزء أخر ملكية عامة، و يستهدف أراضي سهلية زراعية في مرج بن عامر وبلدات أخرى مجاورة.

وحسب المعلومات الموثقة لدى المركز العربي للتخطيط فإن المخطط الاستيطاني (الإسرائيلي ) ينص على إقامة كسارات ومقالع ومحاجر (إسرائيلية) في البلدات التي تستهدفه، ومنها- بالإضافة لمرج بن عامر- سهل طمرة و الدامون وأراضي ببلدات يافا الناصرة، ومجد الكروم، وطمرة، ويضاف إلى عشرات المخططات الأخرى الأقل خطرا منه، ومناطق مجاورة لبلدات سكانية في يافا والناصرة من المفترض أن تقام عليها مشاريع إسكانية، وهو ما يعني وقف التوسع العمراني في هذه المناطق بشكل كامل.

إن الكيان الصهيوني قام بالأساس منذ عام 1948م وقبلها بعشرات السنين، على سرقة أرضنا الفلسطينية وإقامة المستوطنات الصهيونية، وقد بدأها بالمستوطنات الزراعية (الكابتوسات ) ومن ثم بدأ الصهاينة منذ أواخر القرن التاسع عشر السعي الحثيث والجاد لبناء المزيد من المستوطنات على أرضنا ، وبدأ الصهاينة يعدون الخطط الخبيثة ويبعثون برسائل المطالبة والاستغاثة والتذلل للإمبراطورية العثمانية والبريطانيين من أجل الموافقة على هجرتهم إلى أرض فلسطين ومنحهم وطن قومي على أرضنا، وحصل الصهاينة عهد الاحتلال البريطاني لأرض فلسطين منذ عام 1936م حتى الانسحاب البريطاني عام 1948م على الكثير الكثير من التسهيلات من الاحتلال البريطاني إلى أن تم تمكينهم من السيطرة الكاملة على أرض فلسطين .

إن عيون الاحتلال الصهيوني تتركز هذه الأيام على أرضنا المحتلة عام 1948م وعلى الوجود والهوية لفلسطينيين عام1948 ويعتبرهم الصهاينة الخطر الكبير على الدولة العبرية، لذا يعمل الصهاينة على إعداد المئات من المخططات التهويدية للأراضي في الداخل المحتل والأهداف كثيرة وعلى رأسها وقف التمدد العمراني والتوسع في البلدات الفلسطينية في الداخل، والهدف الآخر التمكن من بناء المئات من الوحدات الاستيطانية، وذلك لتصبح هذه الوحدات الاستيطانية أمر واقع ومن ثم تصبح مدن صهيونية كبيرة وجزء من الأرض، كما أن سياسات تهويد الأراضي تمنع الفلسطينيين من استخدام أراضيهم، ويتم وضع حراسات أمنية صهيونية مشددة على هذه المساحات الواسعة من أرضنا وذلك حتى تنفيذ المخططات وبناء الثكنات الاستيطانية وإسكان ما يطلق عليهم (المستوطنين الجدد)، مع العلم أن الكيان يستقبل أسبوعيا المئات من (المهاجرين) من أمريكا وروسيا ويهود أفريقيا، ويتم إسكانهم في ثكنات استيطانية صغيرة وذلك تمهيدا لتجهيز أمورهم وأوراقهم ودمجهم في أجهزة العمل في الدولة العبرية واستيعابهم في المدن الصهيونية الكبيرة.

إن الأرض الفلسطينية تئن من مخاطر المخططات الاستيطانية التي تستهدف تهويدها ومصادرة الآلاف من الدونمات الزراعية، ولم يتوقف الاستيطان يوما، ولم يكن الكيان صادقا يوما بوقف الاستيطان، ويواصل الاحتلال كذبه العلني وخداعه للمجتمع الدولي، ويواصل سرقة الأرض وبناء الثكنات الاستيطانية عليها، وهذا المخطط هو جزء من المئات من المخططات الاستيطانية .