السبت: 04/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل أصبح خيار حل الدولة الواحده هو ألاكثر واقعيه؟

نشر بتاريخ: 16/11/2016 ( آخر تحديث: 16/11/2016 الساعة: 10:10 )

الكاتب: عقل أبو قرع

مع فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسيه الامريكيه، والذي يعتبر الاكثر تأييدا للمواقف الاسرائيليه، تصاعدت تصريحات المسؤولين الاسرائيلين، وبالاخص من جانب اليمين المتطرف مثل وزير التعليم والتربيه نفتالي بينت ووزيرة العدل شاكيد من البيت اليهودي وغيرهما، حول المطالبه بزيادة وتيرة الاستيطان والتوسع، وحول الدعوه الى اتخاذ خطوات احاديه تتمثل في الضم وتطبيق القانون الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينيه وفرض الامر الواقع، بل حتى وصل الامر بهم الى المطالبة بوضع حد لخيار حل الدولتين والتركيز على حل الدوله الواحده من وجهة النظر الاسرائيليه، وهذا ما دعا الية وبصراحه زعيم البيت اليهودي الاسرائيلي.

ورغم تصاعد التصريحات والدعوات مع فوز ترامب والتوقع بأن يتجه أكثر نحو المواقف الاسرائيليه، الا ان الوضع الحالي يشير الى خطوات نحو فرض الامر الواقع حتى قبل فوز ترامب، وبالاخص في انسداد كامل في الافق السياسي، وفي ظل برود او تناسي عربي بما يدور عندنا، وبالاخص انة اصبح ما يجري في سوريا او في اليمن او في ليبيا أو في العراق هو الاكثر اهمية لمصالح دول عربية عديدة، وحتى في ظل اهتمام اوروبي بما يدور على ابوابهم من قضايا اللاجئين وتبعاتها المتدحرجة، وحتى في ظل انشغال امريكي بالمد الروسي المتصاعد في المنطقة وتبعات ذلك الاقليمية والدوليه.

في ظل كل ذلك، وبالاضافة الى فوز مرشح امريكي لم يخفي تأييدة المتشدد لاسرائيل، تزداد خطورة تصريحات او حتى البدء في خطوات احادية الجانب من الطرف الاسرائيلي، لا نعرف مضمونها، ويعرف من يخططون لها، ان المنطقة والعالم لن تستطيع عمل شئ لايقافها او حتى للتعاطي معها واعطاء الاولوية لها، كما لم تستطع عمل اشياء اخرى، من اجل ايقاف لجؤ حوالي 5 ملايين سوري من بلادهم، او لايقاف الحرب المدمرة التي حطمت بلادهم وحرقت اراضيهم وشتت ابناء الشعب الواحد.

وفي ظل تلاشي حل الدولتين، اي اقامة الدولة الفلسطينية المقبولة دوليا ضمن حدود عام 1967 ، والتي تشكل فقط حوالى 22% من مساحة ارض فلسطين التاريخية، يتلاشى التواصل والسيادة والتحكم الواجب لاقامة دولة اسوة بغيرها من الدول في المنطقة والعالم، والذي لم يكن موجودا بالاصل بين الضفة وغزة، اصبح الان غير موجود بين مدينة او قرية واخرى، وان مقومات وجود او ثبات او ديمومة مثل هذه دولة تتداعى بشكل منهجي، من خلال الاستغلال المتواصل لمواردها ولمصادرها الطبيعية من مياة وارض وثروات، ومن خلال الاصرار على التحكم في الاجواء وفي الحدود وفي التنقل ومن خلال التقسيمات المختلفة والتي اصبحت جزء من الواقع.

وفي ظل اوضاع متغيرة وتتغير بسرعة، سواء اكانت عندنا او من حولنا، وفي ظل الحديث عن عدم جدوى المراحل السابقة وشعاراتها واطروحاتها، وفي ظل الحديث عن الحاجة الماسة لاستراتيجية فلسطينية جديدة تتعامل مع السياسات الحالية على الارض، وتأخذ الواقع بكل بمعطياتة بعين الاعتبار ، فان المطلوب هو اخذ هذه المعطيات بشكل موضوعي وعلمي من اجل تحديد الخيارات او البدائل، بعيد عن ما كان يعرف ب" حل الدولتين"، وحتى حل الدولة الواحدة، وبعيدا عن الشعارات الكبيرة والعواطف والتصريحات التي اعتدنا عليها؟

ومع انتظار التطبيق العملي لسياسات الرئيس الامريكي الجديد ترامب، وفي ظل فراغ سياسي رهيب في المنطقه، من المتوقع أن تزداد التصريحات الاسرائيليه وبل الخطوات العمليه، التي تصب في اتجاة الدوله الواحده، بعيدا عن المفهوم الفلسطيني أو حتى المفهوم الدولي لهذه الدوله، وقد تشمل هذه الخطوات ضم وتطبيق قوانين وربما ترحيل وفرض امر واقع وربما اعادة تقسيم ومزيد من الحواجز والجدران، وقد تشمل خطوات اقتصادية وما الى ذلك من امور وجزئيات، وحتى لو تم كل ذلك، فأنة لن يغير من الواقع بكثير، في ظل وجود ملايين من الناس يعيشون على هذه الارض، ويطمحون في الحصول على حقوق ،اسوة بما حصل عليها غيرهم من الشعوب، وبالاخص في ظل بروز ووجود اجيال جديدة، لن يكن من السهل خداعها او التلاعب عليها ببعض التسهيلات او الاجراءات او بعض المرونة أو العبارات الرنانه من هنا او هناك.