الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

(أكثر من ممتازة) يا سنوار!!!

نشر بتاريخ: 06/09/2017 ( آخر تحديث: 06/09/2017 الساعة: 09:56 )

الكاتب: ماهر حسين

طالعنا مؤخراً السيد يحيى السنوار بمؤتمر صحفي في غزة تناول فيه العديد من القضايا حيث لفت نظري في مواقف حمــــاس الجديدة القديمة إنحيازها التام لصالح إيران والإعلان عن هذا الإنحياز الحمساوي بشكل علني، فكما يبدو هناك توافق حمساوي على كل المستويات لدعم هذا التوجه نحو إيران.
وقد اعتبر السنوار أن ايران هي الداعم الأكبر بالمال والسلاح واصفاً العلاقة معها بأنها اكثر من ممتازة.
وتأتي تصريحات السنوار من غزة في ظل قرار قطر بتطوير العلاقات مع إيران حيث أعادت سفيرها الى طهران.
مما يشير من جديد الى إنحياز حماس لقطر ولسياسة قطر ولمواقف قطر التي ما زالت تمثل الحاضنة لحمـــاس ولقيادات حمـــاس في الخارج .
يبدو بأن خبرة السنوار السياسية الضعيفة والبعيدة عن المعرفة الإقليمية ورطته بهذا الموقف غير المبرر بظل محاولات حمــاس لتحسين علاقتها مع مصر ومع بعض الدول العربية الأخرى البعيدة كل البعد عن قطر وإيران.
فالإنحياز الحمساوي لطهران في هذا التوقيت هو رسالة إقليمية تضع حمـــاس في تحالف مع إيران وتجعـــلها بلا تردد في موقعها الطبيعي كما هي الجماعة الأم وأعني بها جماعة الإخوان المسلمين حيث تربط جماعة الإخوان المسلمين علاقات تاريخية بطهران.
الآن ..
طهران والدوحة عواصم هامة ومقدسة لجماعة الإخوان المسلمين ويبدو بأن هذه العواصم باتت القبلة الأهم لحمـــــاس.
على كلٍ..
بهذا الموقف الواضح وبهذا الحديث الصريح تضع حمــــاس نفسها من جديد في (خندق) (تحالف) إيران التي لعبت وتلعب دورا" مشبوها" في العديد من الدول العربية .
و...
بهذا الموقف الواضح وبهذا الحديث الصريح تبتعد حمـــاس عن مجموعة كبيرة من الدول العربية منها المملكة العربية السعودية ومصر وتضع نفسها في خدمة الموقف القطري المتحالف مع إيران ضد أشقاءه في الخليج وبهذا الموقف كذلك، تدعم حماس العلاقات القطرية الإيرانية الموجهه ضد الدول العربية الجـــارة لقطر.
تسرع السنوار وعدم خبرته في عالم السياسة وعدم وعيه لكيفية إدارة الملفات جعله يقع في هذا الموقف المؤيد لإيران التي بات دورها بالعراق مرفوضا" حتى من قبل بعض الشيعة أنفسهم حيث دعا السيد مقتدى الصدر لحل الجماعات المدعومة من إيران في العراق وأكد على عروبة العراق ولن أُطيل في شرح موقف إيران في اليمن ولبنان وسوريا نفسهــــــــا الأن.
طبعا السنوار من خلال هذا الموقف المعلن يعبر وكما أشرت عن ضعف في الوعي السياسي ويبقى السؤال الأهم في ذهن المواطن الغزي حول المكتسبات التي تحققها حماس من الوقوف مع إيران وما هذا الإنحياز غير المبرر ضد الدول العربية المقاطعة لقطر !!!!
كان الأجدر بحمـــاس بأن تقول بأنها ملتزمة بسياسة عدم التدخل في شؤون الأخرين وبأنها تسعى لعلاقات حسنة مع كل الدول بإعتبار أننا أصحاب قضية عربية جامعة.
بالمختصر..
الموقف الحمساوي الأخير هو إستمرار لسلسلةٍ من المواقف البعيدة عن الوعي السياسي والناتجة عن تبعية حمــــاس للدولة التي تقيم فيها قياداتها وقيادات جماعة الإخوان المسلمين وأقصد قطر، حيث بمجرد أن أعادت قطر سفيرها لطهران قالت حماس بأن العلاقة مع طهران أكثر من ممتازة !!!!
موقف حمـــاس ضعيف في الرؤية السياسية لدى قياداتها وإنحياز غير مقبول لإيران وإضعاف جديد لقضية فلسطين وبلا مقابل سوى المال والسكن الراقي والفنادق المميزة على حســـاب القضية الفلسطينية وعلى حساب المواطن الفلسطيني عموما والمواطن الفلسطيني في غزة خصوصا الذي يعيش أصعب الظروف بسبب الإنقسام.