السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المقاومة شعب .. وليس ارهابا

نشر بتاريخ: 09/10/2017 ( آخر تحديث: 09/10/2017 الساعة: 11:12 )

الكاتب: عباس الجمعة

لم يكن قرار وضع مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي "FBI" الأخير والذي يستهدف المقاومة وخاصة امين عام حركة الجهاد الاسلامي الاخ المناضل رمضان شلح والاخت المناضلة الاسيرة المحررة أحلام التميمي مفاجئ لأحد في العالم، وخاصة ما تتعرض له المقاومة في فلسطين ولبنان وخصوصا حزب الله فمن سخرية القدر، ومن المضحك المبكي أن إصدار الادارة الامريكية قرارا بإدراج المقاومين الابطال على قائمة الإرهاب، لانهم لا يعلمون ان المقاومة شعب.
امام هذا القرار الظالم والذي لم يكن جديد في وصف المقاومة لشعوب تحتل اراضيها، فهم قبل ذلك وضعوا الشهيد القائد محمد عباس ابو العباس الامين العام السابق لجبهة التحرير الفلسطينية على لائحة الارهاب وظلوا يلاحقوه هم والعدو الصهيوني حتى سنحت لهم فرصة احتلال العراق، حيث اعتقل وتم اغتياله في سجون الاحتلال الامريكي في العراق على مرآى ومسمع العالم، كما وضعوا العديد من الشخصيات العربية والفلسطينية المناضلة على لائحة الارهاب، لان الادارة الامريكية لم تلتزم في المواثيق الدولية فهي تدعم الاحتلال الصهيوني في الاستيلاء على الاراضي العربية وخاصة فلسطين وتدعم الارهاب التكفيري في المنطقة، دون اي ردع دولي وقد لبى بعض دول العالم والدول العربية رغبتهم في ملاحقة المقاومة تماشيا مع المدلل الكبير وهو كيان الاحتلال.
ومن هنا نرى ان تلك القرارات لم تؤثر سلبا في مسيرة المقاومة، لان العالم يعلم من يرعي الارهاب ومن يدعم القوى الارهابية، الذي تتصدى لها المقاومة العربية ، فهم اليوم بعد تراجع المشروع الامريكي يستخدمون كل الأساليب لضرب المقاومة كل ذلك من أجل خدمة مصالحهم والحفاظ على سلامة كيان الاحتلال الصهيوني.
إن الهدف الحقيقي من إصدار هذا القرار على المناضل الامين العام لحركة الجهاد يأتي نتيجة مواقفه الوطنية المشرفة، وان وضع المقاومة على لائحة الارهاب هو التغطية على هزيمة مشروع الامريكي في المنطقة.
ولذلك نقول ان الولايات المتحدة فاقده للمصداقية وهي الداعمة للإرهاب الممارس في فلسطين وسوريا والعراق، وان أمريكا التي تتغاضى وتتعامى عن الإرهاب الإسرائيلي المتمثل بإرهاب المستوطنين الذين يدعون لقتل العرب الفلسطينيين ويمارسون العنصرية بكل أشكالها وألوانها وتحت سمع وبصر أمريكا والغرب والعالم كله، حيث لم تقدم امريكا على وضع مرتكبي الجرائم هذه على قوائم الارهاب ولم تقم امريكا باتخاذ اجراءات رادعة بحق قادة الكيان الاسرائيلي وبحق حكومة الاحتلال الصهيوني التي تمارس الارهاب وتنتهك قواعد القانون الدولي، امريكا والعالم اجمع يدرك بمشروعية مقاومة المحتل استنادا للقوانين والمواثيق الدوليه التي اقرت بمشروعية المقاومه ضد الاحتلال ايا كان نوعه، وحين تقدم الولايات المتحده الامريكيه على ادراج المقاومة والقادة المناضلين على لائحة الارهاب، فان امريكا بقرارها وادراجها للمقاومين انما تخرق القانون الدولي وتشرع الارهاب للمحتل.
ان المقاومه حق مشروع لمقاومة المحتل والاجدى للادارة الامريكية ان تدرج قادة الاحتلال والمستوطنين الصهاينه على قوائم الارهاب بدلا من تشجيع الارهاب الممارس بحق الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال والمستوطنين، والسؤال الذي يطرح نفسه هل من حق الولايات المتحدة الامريكية التي احتلت العراق وخرقت القوانين الدوليه وارتكبت الجرائم بحق شعوب المنطقة وهي تخرق حقوق الإنسان في غوانتنامو ان تعطي لنفسها حق تصنيف المقاومه بالارهاب، وهل من حقها إدراج مقاومين فلسطينيين على لوائح الإرهاب ، كيف تعطى الادارة الأمريكية لنفسها هذا الحق وهى التي رفضت التوقيع على مجموعة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تشجب الارهاب الرسمي مثل معاهدة منع جرائم الإبادة الجماعية وهى التى ما زالت تغطي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي كما سبق لها ان دعمت نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ان إدراج قادة المقاومة حاليا على لائحة ما يسمى الإرهاب يعطى الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي الصهيوني لملاحقتهم واغتيالهم وهو تبنى للرواية الإسرائيلية التي تهدف الى تشويه صورة المقاومة الفلسطينية ودائما السياسية الأمريكية تحكمها المصلحة الصهيونية لانها سياسية متناقضة وتسعى لتعزبز تحالفها مع اسرائيل على حساب الحقوق الوطنيه للشعب الفلسطيني، امريكا تكافئ الاحتلال وتدعم الاحتلال وتدعم الارهاب وعلى العالم التحرك لوضع حد للسياسه المارقه الامريكيه الصهيونيه بحق الشعوب المقاومه والتي تسعى لتحرير نفسها من الاحتلال الصهيوني.
ختاما : لا بد من القول ان ما صدر هو وسام شرف على صدر المناضل رمضان شلح والاسيرة المحررة أحلام التميمي ، ونقول ان ادارة ترامب فقدت قدرتها على السيطرة على اوضاع المنطقة وذلك بفضل الصمود الأسطوري للمقاومين في فلسطين وسورية ولبنان والعراق، حيث نؤكد بأن اليوم يعاد رسم خارطة السياسة العالمية من جديد والكلمة العليا فيها ستكون للشعب الفلسطيني و للقوى العربية المناضلة والمقاومة ومع كل انتصار جديد ستصدر قرارات ظالمة جديدة ولكن في نهاية المطاف الحق يعلو ولا يعلى عليه.