الثلاثاء: 10/06/2025 بتوقيت القدس الشريف

الحقوق الوطنية.. قبل الإنسانية

نشر بتاريخ: 04/08/2018 ( آخر تحديث: 04/08/2018 الساعة: 12:43 )

الكاتب: عمران الخطيب

ماذا يحدث في قطاع غزة وما سر اهتمام ادارة ترامب في البحث عن الحلول للازمات الإنسانية والصحية والاقتصادية في غزة، ومطالبة ادارته بتقديم المساعدات المالية وإعادة التموضع السياسي والاقتصادي والوعود المتكررة في تحويل قطاع غزة إلى سنغافورة والحديث عن ميناء بحري في قبرص أو في مدينة الاسماعلية، وإعادة الخدمات المتوقفة في مطار الشهيد ياسر عرفات ولحين ذلك يتم استخدام مطار العريش ومطالبة السلطة الوطنية الفلسطينية بوقف (ما يسمى العقوبات على غزة ) بل هناك تهديدات من إسرائيل والإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية. 
وسبق تحدث بعض المسؤولين في إسرائيل بخصم مبالغ مالية من أموال الضرائب الفلسطينية لقطاع غزة، ومن جانب آخر إن وسائل الاعلام والفضائيات تعمل بشكل منهجي في تغطية خاصة في غزة، وقد تناست اسرائيل إن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ اعادة الإنتشار في قطاع غزة قد قام بحروب عدوانية ثلاث مرات قتل آلاف من المواطنين الفلسطينيين العزل وتسبب في اصابة الالاف وتسبب بإحداث ألف من المعاقين بعد بتر أقدامهم وسواعدهم، إضافة إلى تدمير ألاف البيوت على أصحابها ولم تسلم دور العبادة المساجد والكنائس والمستشفيات وأيضا مدارس الأونروا، لم يسلم في غزة لا البشر ولا الحجر...
وبشكل مفاجئ تصبح غزة من أولويات الإهتمام لدى ادارة ترامب وحكومة نتانياهو.! بل إن بعض من الدول الخليجية ترابط في غزة من خلال مندوبها السامي ودول الخليج تقوم بتغطية نفقات حافلات الزواج الجماعي للشباب في غزة، وتبدأ بعض قيادات المقاومة والممانعة بعد العدوان على قطاع غزة عام ٢٠١٢ وإعلان وقف كافة الأعمال العدائية بين الطرفين (اسرائيل وحماس ) بأن تسمح اسرائيل لقيادات حماس في الخارج وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وأعضاء المكتب السياسي إقامة احتفالات انتصار المقاومة.
 وبنفس الوقت لم يسمح للأخ الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين لحركة الجهاد الإسلامي من دخول قطاع غزة، وعصر الجمعة 3 آب 2018 توجه قادة المقاومة الإسلامية حماس والبعض منهم متهمين بالتورط في قتل الإسرائيليين لم يدخول إلى قطاع غزة على الدبابات بل بموكب مهيب بعشرات السيارات الفاخرة في وضح النهار، هذه السيارات التي تملكها حركة المقاومة الإسلامية حماس، اضافة إلى الفيلات والمطاعم والفنادق والمؤلات في قطاع غزة المحاصر والذي يرزخ تحت الفقر والبطالة والاستبداد. 
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو سر هذا الاهتمام المشترك الأمريكي الإسرائيلي. وما هي صفقة ؟ ونفهم من ذلك بدأت صفقة القرن يوم 6/12/2017 حين اعلن الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف في القدس عاصمة لدولة اسرائيل للكيان الصهيوني.
وقبل أيام من الشهر الماضي يعلن قرار القومية في الكنيست الإسرائيلي، واليوم بعد هذه الخطوات من صفقة القرن التي تخطو خطوة تلو الأخرى بشكل واضح لتصفية القضية الفلسطينية عبر المشاريع الاقتصادية والإنسانية تبدأ بقطاع غزة وتنتهي بقطاع غزة. 
نعم إن وصول قيادات حماس إلى قطاع غزة وبتغطية أمنية من الجانب الإسرائيلي بعد أن رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس _ابو مازن رئيس دولة فلسطين والقيادة صفقة القرن والتي سماها صفعة القرن. بل اعتبر أن الإدارة الأمريكية لم تعد شريكا في عملية السلام ورفض إستقبال الموفد الأمريكي وأي لقاء مع المسؤولين في الإدارة الأمريكية.
وصول قيادات حماس إلى قطاع غزة لم يكن الهدف بحث الوحدة الوطنية الفلسطينية وتنفيذ المصالحة الفلسطينية التي سبق التوقيع عليها عام 2011 في القاهرة وبحضور كافة الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة. وبحضور الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية والعديد من وزراء الخارجية العرب وتركيا وممثل الأمين العام للأمم المتحدة. من المؤسف أن فصيل فلسطيني يتجاوز الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الأنقسام الفلسطيني الذي شكل صفحة سوداء في تاريخنا الوطني والنضالي. قضية دويلة غزة وتصفية القضية الفلسطينية وتسوية قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني من أجل الحصول وضمان الأمن للقيادات حماس وحرية الحركة والتنقل وتسوية قضايا بعض المسؤولين المطلوبين من قادة حماس بئس تلك الصفقات المشبوة.
رغم كل هذا السواد فإن أرادة الشعب الفلسطيني أقوى مما يتصور البعض وسوف تفشل كم سبقها من تسويات وأوهام. أوهام السلام المزعوم ستفشل بحكم أبجديات الصراع والمقاومة بكل الوسائل والأدوات الكفاحية ألتي قدمها شعبنا ويستمر في مواصلة المقاومة والانتصار.