الجمعة: 03/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

شهادة لله..!

نشر بتاريخ: 04/08/2018 ( آخر تحديث: 04/08/2018 الساعة: 13:11 )

الكاتب: توفيق الحاج

أول شهادة حزت عليها كفلسطيني مع مرتبة الشرف هي شهادة الميلاد (القوشان) وثاني شهادة بالتبعية لوالدي المسلمين هي شهادة (لا اله الا الله .. محمد رسول الله) وبعدها توالت الشهادات من شهادة على الحفة في الصف الأول بسبب الكساح وشهادة متوسطة في الصف للثاني بسبب الحميات الى شهادة الثانوية العامة فالجامعية.
أنا اليوم بصدد شهادة لله وللا أنسخط رئيس دولة مكروه او ملك عربي خلص كازه أو زعيم فصيل عميل بالسر لأمريكا وإسرائيل!
شهادة وطنية صريحة واضحة وضوح شمس حزيزان..شهادة قد تعجب المقهورين المغلوبين مثلي وقد لا تعجب المحاسيب والمناديب والطهابيب المتطفلين على بقايا وطن والفائضين عن الحاجة!
شهادة عيان مش عيان لحالة الامساك المزمن والالتهابات الموسمية في القضية الفلسطينية البائسة منذ قرن اسود من قرن الخروب!
شهادة وعي لما دار ويدور من خبايا وخطايا ومؤامرات محلية وعربية واسلاموية وعالمية ولا ادعي اني عارف محيط بكمال المعرفة أو في عصمة الانبياء.. أنا حيا الله صعلوك مطرود من رحمة الملوك وأمنيا لست من غير المغضوب عليهم ولا الضالين آآآمين!
وما دعاني الى شهادتي هذه.. قراءتي مؤخرا لبعض شهادات الزور الخجولة المترددة والتي تستغفل التاريخ والذاكرة وتحاول تبييض وجوه قذرة كما تبييض اموال تجارة الجنس والمخدرات وتعتذر عن اجتهادات الفتنة على استحياء بعد نفاذ الماء والهواء!
أشهد أن وطني ضحية الاعراب البجم والمسلمين والعبران والعجم ..
أشهد ان وطني ضحيتنا نحن الاجداد والاباء والابناء ومنا والرموز والزعماء ..
تاجر الجميع به وتآمر عليه القريب والبعيد القبائل والفصائل والاحزاب والعوائل ! ومنهم من لا يقل عداء وافتراسا عن الجارة اسرائيل !
كان هوس الحكم ولو على خص وخم وحاكورة هو لب الصراع بين وجيه وثائر وبين ساسة وعسكر وبين تجار وطن وتجار الله أكبر.!
كانت لعنة الصراع البيني مستترة وراء كل النضالات والكفاحات وشعارات الستينات وبدايات النكبات والنكسات وكذلك الحركات المقاومات في كل الهبات والانتفاضات والغزوات !
أذكر اسماء وعناوين لتفصيلات لا يجهلها الا جاهل ولا ينكرها الا أحمق تؤكد شهادتي الصادمة المتواضعة
في البدء كان خلافة السخرة والمجاعة والباب العالي المدين بملايين من ليرات الذهب والدائن صهاينة !وفي عزها بنيت على ارض ملبس (بتاح تيكفا) أول المستوطنات!
ثم كانت اضحوكة عربية بريطانية اسموها ثورة الحسين لتسليم الحكم من ظالم الى أظلم
ثم ثورة البراق 29 واضراب 36 وكلها تبخرت في أتون الصراعات بين الولاءات والعائلات والاحزاب والتناحر بين حسيني ونشاشيبي!
وظهر الاخوان بدعم فؤاد والبريطان لمواجهة الوفد الوطني وانتشروا في كل مكان ..تمكنوا وطمعوا وخططوا وفشلوا واغتالوا وفجروا وتطرفوا وتفرقواا جماعات أشد تطرفا فكانوا والمستعمر لعنتين مرهقتين لناقة العروبة البائسة!
ثم اندحار الجيوش العربية المتنافرة والمتهالكة وخذلان الجامعة العربية لاخر رموز المقاومة الحقة الشهيد الحسيني في القسطل ليتجلي مشهد النكبة!
ثم كانت حكومة عموم فلسطين التي نفقت ومات معها المفتي فمنظمة التحرير التي ذبح رئيسها الأول الشقيري على مذبح النكسة ليتولاها ثوار البترودولار وتلاميذ اليسار!
كانت النكسة علامة فارقة ومحصلة منطقية لصراعات العرب وولاءاتهم المتبانية تحطمت معها احلامنا وامالنا في العودة والوطن والمستقبل!
ثم كانت المنظمات والكفاح المسلح بدايات عمل فدائي مبهرة أفضت الى نهايات مؤسفة في غزة وفي عمان وبيروت وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا والانزواء في تونس.. !
ثم كانت أم انتفاضات 87 عفوية ساطعة ركبتها القبائل ووأدتها الفصائل بالصراعات والمراهقات والمزايدات الامنية! ثم يأتي مؤتمر مدريد فاوسلو مكافأة وجزرة للمرهقين من النضال الذين يلهثون وراء دولة ولو على عسف الرمال !
هكذا كان.. فرحنا بالنشيد والمنتدى ومطار رفح شهورا لتتحول سنغافورة الحلم الى طابية مماليك ودولة السكر زيادة الى علقم من الفساد والاتاوات والرشوة والتطبيع!
ويظهر ابناء البنا في ثوب ملائكي جديد..أخوان مهذبون بلا عصي ولا جنازير ولا تعذيب ..يزايدون على السلطة الخامدة بالتفجيرات والعمليات في الداخل المحتل ويرحل ابو عمار من المشهد بعد حصار عربي اسرائيلي وصمت دولي في المقاطعة شهيدا مسموما من الجيران والحاشية متضامنين!
ونصل الى الفصل الحالي من الشهادة لأقول ان انتخابات فاز فيها المستعدون للوثوب وحاول المهزمون العرقلة فانقلب السحر على الساحر وجرت دماء في النهر واكتفى الربانيون بربع الوطن غنيمة!
وأنا أشهد في النهاية ان ما فعله أحفاد الاخوان ومريدي الخلافة كان نكبة النكبات على مدار 11سنة يا عالم الى متى تستمر اللعنة !
ويسألونك عن المصالحة ..قل هي ليست مستحيلة بين صقرين متنازعين تذوقا لذة الحكم.. اتفقا علينا واختلفا على اقتسام الفريسة!