السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصف بقصف وليست حربا

نشر بتاريخ: 11/08/2018 ( آخر تحديث: 11/08/2018 الساعة: 11:46 )

الكاتب: ماجد سعيد

على وقع اشتعال الجبهة ميدانيا تواصلت المشاورات بين حركة حماس والوسطاء فيما يتعلق بصفقة التهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل، القصف والرد بالقصف هو تسخين لتلك المشاورات لكنه حتى اللحظة لم يصل على ما يبدو الى القرار بانهيار المشاورات والذهاب الى حرب.
المناوشات القائمة ربما تكون لزوم هذه المرحلة من المفاوضات، فكل جانب يريد ان يستعرض ما لديه، إسرائيل وان كانت تملك إمكانيات عسكرية اكبر الا انها لا ترغب في شن حرب على حماس يزعزع وجودها في حكم القطاع فهي تريدها قوية لضمان تنفيذ التهدئة الطويلة التي تشمل كل فلسطين وليس على جبهة غزة فحسب وبالتالي سيمنحها ذلك الراحة في العمل بشكل افضل في الضفة لضم ما ترغب في ضمه من الأرض على تبدأ المرحلة الاولى من صفقة القرن في غزة.
وحماس من جانبها لا ترغب في مواجهة مع إسرائيل ليس خوفا من خسارتها العسكرية او تكبيد القطاع المزيد من الويلات، وانما للحفاظ على بقائها، في ظل ما يعرض مقابل التهدئة من اغراءات يخفف الضغط عن القطاع ويرفع عنها أصابع الاتهام بتسببها في الحصار المفروض على غزة.
فهي تقول اليوم ان تشدد الرئيس عباس في شروطه عليها فيما يتعلق بالمصالحة جعل اهتمامها يتراجع بها، ويجلها تختار الطريق الاخر المتمثل بالتهدئة مع إسرائيل التي قَدِمَ عدد من قادة حماس في الخارج الى القطاع وعلى رأسهم نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري الذي له الحظوة عند الجناح العسكري للحركة للقاء قادة القسام واقناعهم بالاتفاق مع إسرائيل.
لكنها وعلى الرغم من ذلك فانها لم تسقط خيار المصالحة تماما في اتصالاتها مع القاهرة فالمفاوضات في خطين متوازيين، المصالحة والتهدئة طويلة الأمد، وهما يبقيان يخضعان لميزان الربح والخسارة بالنسبة لحماس مثلما هو في عالم السياسة.
الخطر ليس في ان يحصل اتفاق التهدئة الذي يرغب في تحقيقه جميع الفلسطينيين، وانما في ثمن هذا الاتفاق وما يراد منه إسرائيليا واميركيا، فتل ابيب التي تتحدث عن تخفيف للحصار وليس رفعه مع تنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية في غزة وفتح معبر رفح، فيما الميناء والمطار فهما خارج حدود القطاع، تريد من هذا الاتفاق ان يكون أساس الفصل بين الضفة وغزة، فالتوجه الإسرائيلي كما يقول وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس هو فك الارتباط عن غزة من أي مسؤولية مدنية، ونقل هذه المسؤولية إلى العالم وإعطائها منفذاً بحرياً وعدم ربطها بإسرائيل أو بأماكن أخرى، فهل يمكن ان تحصل الأخيرة على ذلك؟