الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

المتاجرة في المقاومة

نشر بتاريخ: 29/08/2018 ( آخر تحديث: 30/08/2018 الساعة: 18:57 )

الكاتب: عمران الخطيب

عندما نتحدث عن المقاومة لا يستطيع أحد على مستوى الحركة الوطنية الفلسطينية أن يتجاوز حركة فتح رائدة النضال الوطني الفلسطيني. ويدرك ذلك كل من شارك وساهم في مسيرة النضال والكفاح الفلسطيني.
لا أحد يستطيع أن ينكر دور قيادة فتح في انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة. وبداية الكفاح المسلح ليلة 1/1/1965، حين انطلقت الرصاصة الأولى في عمق الأرض المحتلة..تعلن عن المحطة الأولى من الكفاح المسلح. وتوالت سلسلة العمليات العسكرية، وبعد عدوان حزيران عام 67 تواصلت عمليات قوات العاصفة. في أوجه الرد على الاحتلال الإسرائيلي. حيث لم يكن في الحسابات الصهيونية الوجود المقاوم لشعبنا الفلسطيني. ومع تزايد العمل الفدائي بعد هزيمة حزيران، وجّه سؤال إلى وزير حرب العدو الإسرائيلي موشي ديان. ؟ كيف يتم معالجة عمل(المخربين) في يهودا والسامره وقطاع غزة، قال هم في البيضة بيدي أستطيع كسرها وقت ما أشاء.! وقبل ليلة من وقوع العدوان الإسرائيلي على الكرامة الأردنية. تم انسحاب بعض الفصائل الفلسطينية تحسبا من نتائج المعركة، ولكن قرار قيادة فتح وعلى رأسهم الشهيد الرمز ياسر عرفات هو التصدي للعدوان الإسرائيلي، ووقع العدوان على الكرامة وكانت تلك المعركة من إعادة الكرامة يوم 21 أذار 1968 إلى أمتنا العربية من خلال وحدة السلاح والمقاومة بين الجيش العربي الأردني الذي شكل عامل الحسم العسكري والسيطرة المطلقة في الميدان من خلال التلاحم بين الجيش العربي ورجال المقاومة الفلسطينية وكانت نقطة تحول في النضال الوطني الفلسطيني.
عندما نتحدث عن البدايات الأولى للثورة الفلسطينية والمكون الوطني للمنظمة التحرير الفلسطينية، نتحدث عن النضال المشترك للفصائل الفلسطينية التي شاركت في الدفاع عن الثورة الفلسطينية المعاصرة في مختلف المجالات السياسية والعسكرية، نتحدث عن الأمين العام لحركة القوميين العرب الدكتور جورج حبش حكيم الثورة المؤسس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفاقه الأولى في نضال ضمير الثورة الفلسطينية ابو ماهر اليماني والقائد الكبير وديع حداد رمز المقاومة، نتحدث عن الأمين العام الذي استشهد على التراب الوطني الفلسطيني الشهيد القائد أبو علي مصطفى.
هذه هي منظمة التحرير الفلسطينية. نتحدث عن القائد السياسي نايف حواتمة الذي قدم النقاط العشرة إلى المجلس الوطني الفلسطيني الجبهة الديمقراطية، الفصيل الوطني الفلسطيني الذي أعلن عن استعداده المشاركة في المجلس الوطني الفلسطيني عشية انعقاده في العاصمة الأردنية عام 1984 من أجل المحافظة على النصاب القانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية... نستذكر الشهيد القائد أبو العباس الأمين العام للجبهة التحرير الفلسطينية الذي انحاز إلى منظمة التحرير الفلسطينية والموقف الوطني الفلسطيني خلال معركة الدفاع عن الثورة الفلسطينية المعاصرة.
ونستذكر موقف الراحل الكبير عبد الرحيم أحمد الأمين العام للجبهة التحرير العربية الذي رفض أن يزج في الجبهة في فترة الخلاف بين العراق ومنظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح رائدة الحركة الوطنية، ويتذكر الجميع شيخ المناضلين الراحل بهجت أبو غربية المؤسس للجبهة النضال والراحل الدكتور سمير غوشة . ولا نستطيع أن يتنكر أحد دور الجبهة الشعبية القيادة العامة في العمليات الاستشهادية في عمق الأرض المحتلة ودور الوطني للجبهة الشعبية في عمليات تبادل الأسرى الأولى النورس وبعد ذلك عملية تبادل الجليل نفذتها الجبهة عام 1985.
في أوجه الخلافات مع حركة فتح قامت الجبهة في الإتصال مع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة فتح. وتم تحرير 1250 أسير من سجون الاحتلال الإسرائيلي، مسيرات النضال الفلسطيني انحاز الشهيد القائد جميل شحادة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية ورفاقه إلى الشرعية الفلسطينية من أجل العودة إلى الوطن وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وقد أصبح هذا الموقف يشكل أغلبية فلسطينية.
وعلينا أن نعلم ان حركة فتح التي تقود المشروع الوطني هي التي قدمت قادته من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح خلال مسيرة النضال الذين استشهدوا وهم يدافعون عن الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني والعودة، وعلى من يحاول ان يتجاوز هذه المسيرة النضالية إن المؤسسات الوطنية ودوائر منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني كانت حركة فتح بشكل خاص إلى جانب الفصائل الفلسطينية الحارس الأمين على المشروع الوطني، المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية ليست مجرد إسم، بل هي مضمون التضحيات الفلسطينية من خلال ذلك كانت النتائج بولادة الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني. واعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية وأصبح الشعب الفلسطيني يتجاوز المسميات لاجئ نازح، أصبحنا الشعب العربي الفلسطيني علم بين أعلام الأمم ودولة فلسطين عضو مراقب في الامم المتحدة وإلى العضوية كما هي سائر الأمم... قد نختلف حول آلية وسائل النضال ونختلف في الرأي والموقف السياسي ولكن كان الملجأ لحل الأزمة والخلافات المجلس الوطني الفلسطيني عشية إنعقاده وهذا الموقف عبر عنه حكيم الثورة الفلسطينية جورج حبش حين استشهد رمز الثورة الفلسطينية الشهيد القائد ياسر عرفات عندما رثاء جورج حبش من خلال مقال في صحيفة المجد الأردنية ألتي يصدرها الأستاذ فهد الريماوي.
تعلمت من الراحل الكبير الحكيم معنى الخلاف والاتفاق، لم أجد من تقدم على الحكيم في رثاء ابي عمار.... نعم هذا هو مفهوم الوحدة الوطنية المنشودة هذه هي منظمة التحرير الفلسطينية.
ولا نقبل أن تكون محطة يحاول البعض عبر إتفاقيات مشبوهة أن يتجاوز هذه المسيرة النضالية. ونحن في ضل هذه المسيرة وما تشهد من تحديات من قبل الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري.
حيث يتم استهداف الرئيس الفلسطيني محمود عباس. في إطار حملة مشددة من قبل وسائل الإعلام الصهيوني إضافة إلى المواقع الإعلامية المشبوهة وكذلك تداعيات الموقف الأمريكي خاصة بعد رفض ما سمي بصفقة القرن. ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف في القدس عاصمة لدولة اسرائيل. ورفض الرئيس إستقبال الموفد الأمريكي. هذا الموقف يستدعي على الصعيد الفلسطيني تقديم الدعم والأسناد للموقف الرئيس الفلسطيني..لا أن يقبل البعض القبول أو الحديث حول عروض مشبوها من الألف إلي الياء
هذة هي الطريق التي توحدنا ونتجاوز التحديات.