الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

رؤية أوسلو بالمقلوب.. القيادة تنتصر للقضية

نشر بتاريخ: 02/10/2018 ( آخر تحديث: 02/10/2018 الساعة: 18:48 )

الكاتب: د.ياسر عبدالله

اعتقد الكثير ولفترة طويلة من الزمن، أن أوسلو مشروع من أجل انهاء القضية الفلسطينية، لكنه وخلال عقدين من الزمان؛ النصف الأول بطله الشهيد الرمز أبو عمار الذي تماشى مع عقد اتفاق وصلح بين الفلسطينيين واليهود اطلق عليه "اتفاق أوسلو" وكانت رؤيا القيادة الفلسطينية في حينها إقامة دولة فلسطينية على ارض فلسطين وعلى حدود الرابع من حزيران للعام 1967، وبدأ الاتفاق بعودة اعداد من فلسطينيي الشتات الى ارض الوطن؛(الهدف الأول )، وبعد ذلك تم اصدار جواز فلسطيني؛( الهدف الثاني)، ومن ثم حمل سلاح وبندقية فلسطينية شرعية وامام العالم بيد جندي فلسطيني؛ ( الهدف الثالث )، وإعلان دولة فلسطينية عاصمتها القدس؛ ( الهدف الرابع )، وتوقيع اتفاقيات دولية والانضمام الى مؤسسات دولية منها اليونسكو والانتربول وأخرى؛( الهدف الخامس )، والاعتراف بدولة في فلسطين من (139) دولة في العالم وامتناع 40 دولة فقط ممن عارض ذلك (8) دول غالبيتها غير معروف لدى الكثير؛ ( الهدف السادس)، وعمل مناهج فلسطينية جديدة تعزز الهوية الفلسطينية ؛( الهدف السابع) .
اعتقد ان أوسلو ينطبق عليه المثل القائل "رُب ضارة نافعة" وكانت أكبر المنافع للقضية الفلسطينية هي فضح الامريكان أمام العالم، وكشف تحيزهم بل تواطؤئهم مع الحركة الصهيونية في دعم المشروع الصهيوني في فلسطين، فقد كانت قضية نقل السفارة الامريكية الى القدس؛( الضرر الأول )، وكانت قضية قانون القومية اليهودية؛( الضرر الثاني )، وما تسعى اليه إسرائيل من توقيع هدنة مع حماس في غزة؛( الضرر الثالث) وكذلك تواطؤ بعض الدول العربية مع صفقة القرن؛( الضرر الرابع )، وتواطؤ بعض الشخصيات الفلسطينية واجتماعها مع الإدارة الامريكية في أبو ظبي؛ ( الضرر الخامس ).
هي منافع استحقها الفلسطينيون من أوسلو رغم أنف الاحتلال وبالقانون، وهي وان كانت لا تلبي أدنى طموح للفلسطينيين الا انها تبقي منافع ومكاسب للشعب الفلسطيني وقد تسببت أوسلو بعدد من المضار أيضا على الشعب الفلسطيني؛ ولكن تحمل صبغة الفوائد حين كانت كل مضرة منها تكشف مؤامرة وتكشف تواطؤ من جهة او من شخصية ضد الشعب الفلسطيني، وبالنهاية فإن القيادة الفلسطينية في العقد الأول من حياة اتفاق اوسلو انتهى بانتفاضة شعبية عرفت "بانتفاضة الأقصى" توحد الشعب الفلسطيني بين معارض ومؤيد امام رصاص الاحتلال وسجلوا وسام شرف في تاريخ القضية والوحدة الوطنية.
وفي العقد الثاني؛ من حياة أوسلو اكملت القيادة الفلسطينية تمسكها بالثوابت ورفضها للمؤامرات الواحدة تلو الأخرى، وما زالت مستمرة القيادة في الرفض لكل المؤامرات من صفقة القرن وقانون القومية ونقل السفارة واي مشروع تصفية يتعرض له الشعب الفلسطيني، وقد حول خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة الشعب الفلسطيني الى شعب موحدة في غزة والضفة؛ الاثنين الأول من تشرين الأول للعام 2018 بداية الوحدة الوطنية فقد استجابة القوى الوطنية في غزة للإضراب مع الضفة رفضا لقانون القومية وصفقة القرن.
ومن قال ان اتفاقية أوسلو قد قوضت القضية الفلسطينية فهو واهم! لان ما تم هو اثبات الحق وتحقيق الوحدة الوطنية وفضح نوايا الصهيونية والأمريكية ضد الشعب الفلسطيني، وقد اثبتت القيادة الفلسطينية انها تملك رؤيا ثاقبة واستراتيجية وطنية راسخة من خلال التمسك بالثوابت والرفض الفلسطيني لأي مشروع تصفية للقضية وهذه القيادة الفلسطينية تجدد عهد القيادات السابقة جميعها في اثبات قدرتها على الصمود واحباط أي مؤامرة تتعرض لها القضية الفلسطينية.