السبت: 18/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

ذهبوا لكي ينصبوا مصيدة للعصافيرِ فصعدوا للعلياءِ عصافير

نشر بتاريخ: 30/10/2018 ( آخر تحديث: 30/10/2018 الساعة: 13:46 )

الكاتب: حسين حماد

جريمة بشعة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق ثلاثة أطفال تواجدوا في المنطقة الزراعية شرقي دير البلح وسط قطاع غزة، لغرض تجهيز شباك الصيد للعصافير المهاجرة في موسمها عشيةً، للعودة إليها لجمع غنيمتهم باكراً، وبيعها ومساعدة أسرهم الفقيرة في كسب رزقها، فحولت صواريخ الغدر جثثهم إلى أشلاءً ممزقة..
جاء ذلك الحادث المؤلم في وقت يرفع فيه كيان الاحتلال يافطة الانسانية أمام دول العالم، ويتظاهر فيه بضبط النفس بعد جولة من ثأر المقاومة. وتتكالب فيه الأنظمة العربية على التطبيع مع الكيان والتقاط الصور العلنية مع "النتن ياهو"..
مواقف متعددة ترسم مشهد دموية هذا الاحتلال البغيض، وتحلله من كافة المواثيق الدولية التي وقع عليها، وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي والأطراف السامية المتعاقدة، فلم تحترم القانون الدولي لحقوق الإنسان لا سيما الحق في الحياة، وحقوق الطفل، ولم تحترم دولة الاحتلال اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب والتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية حول احترام الاتفاقية والتزاماتها وفقاً للمادة 146 من بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، ما سمح لها بل شجعها على ارتكاب المزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، حيث تعدّ هذه الانتهاكات جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية..
خالد أبو سعيد، عبد الحميد أبو ظاهر، محمد السطري.. ذهبوا ليصعدوا إلى العلياء، فيما لم تزل أمهاتهم تنتظرهم على أبواب منازلهم المتواضعة في وادي السلقا، تمزقت أجسادهم لتفضح جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أطفال فلسطين، شهداء غزة لأرواحكم السلام يا عصافير السلام.