نشر بتاريخ: 29/06/2019 ( آخر تحديث: 29/06/2019 الساعة: 19:13 )
الكاتب: ربحي دولـــة
في ظل الحصار الخانق الذي تمارسه دولة الاحتلال بحق شعبنا وقيادته وقرصنة أموالنا إضافـة ً الى سياسة العقاب الجماعي الذي تمارسه الولايات المتحدة من خلال قطع المساعدات عن شعبنا وسلطته والتي تعهدت بها عند توقيع اتفاقية "أوسلو" ، وقطع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" محاولين الضغط على القيادة الفلسطينية وعلى شعبنا من أجل القبول بالحلول التصفوية التي تحاول امريكا تمريرها إرضاءً لحكومة الاحتلال وتكريساً لأطماعهم في أرضنا.
وفي ظل تمسك قيادتنا وشعبنا بثوابتنا التي لا يُمكن التفريط فيها وجب علينا القيام بعدة خطوات لتحصين موقفنا في موجهة قوى الظلم أهمها : تعزيز صمود المواطن في أرضه والذي يُشكل العمود الأساس في مواجهة المُحتل من خلال خلق فرص عمل جديدة يتلوها مقاطعة بضائع الاحتلال والانفكاك كلياً عن الاقتصاد الاسرائيلي كون كل الاتفاقيات التي وقعناها مع الاحتلال لم يلتزم بها وبالتالي نحن غير ملزمين بأي التزام نتج عن تلك الإتفاقيات والجميع لاحظ كم تأثير حملات المقاطعة التي كانت تحدث في الوطن كيف كانت المصانع الفلسطينية تنتعش وتزيد من خطوط الإنتاج وبالتالي زيادة الطلب على الأيدي العاملة وتقليل نسبة البطالة لان هذا جزء مهم في عملية البناء وتعزيز صمود المواطن .
وبالتالي فان موضوع الأموال والمساعدات لن تكون ورقة ضغط وسيف يسلط على رقابنا لتمرير المخططات الاستعمارية ومن هنا ندعو كل المستثمرين ورجال الأعمال الفلسطينيين الى الإسراع في دراسة حاجة السوق الفلسطيني ومحاولة جلب كل ماينفع سوقنا والذي نشتريه من السوق الاسرائيلي والذي نعتبر نحن أكبر جهة تتعامل مع السوق الإسرائيلي.
صحيح أن مبادرة رجال الأعمال الفلسطينيين إقراض السلطة لمساعدتها في سد بعض العجز في هذه المعركة شيء جيد وموقف وطني لكن الأفضل أن يبحثوا في كل الطرق من أجل ضخ الأموال في السوق الفلسطيني لتشغيل الأيدي العاملة ودعم الاقتصاد المحلي على طريق الانفكاك الفوري عن الاقتصاد الاسرائيلي لهذا الموقف يحتاج الى شجاعة ودعم في نفس الوقت أولاً : دعم من الحكومة ومن مواطنينا الذين بيدهم محاربة إسرائيل اقتصادياً والتوقف فوراً عن شراء أَي منتج اسرائيلي وشجاعة من المستثمر والإيمان منه بضرورة انخراطه في معكرة المواجهة مع الاحتلال والذي تعتبر المواجهة الاقتصادية الأكثر نجاعة وباقل الخسائر .
هنا ستظهر النتائج الملحوظة، وفي أسرع وقت سينتعش اقتصادانا المحلي وستضعف اقتصاد الاحتلال الذي لا يتحمل وسيشكل هذا الموضوع عملية ضغط كبيرة من قبل أعمدة الاقتصاد الاسرائيلي على حكومتهم - كوننا جميعاً يعلم العقلية الاقتصادية لدى الصهيونية والتي تعتبر الاقتصاد سبب مهم في السيطرة على العالم - ولا نحتاج إلا الى إرادة قوية لدى شعبنا والى مستثمر صادق مع المستهلك ومع شعبنا وقضيته.