الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

منظومة الإرهاب الدولي "ودولة الإحتلال الإسرائيلي"

نشر بتاريخ: 14/08/2019 ( آخر تحديث: 14/08/2019 الساعة: 16:17 )

الكاتب: عمران الخطيب

تتشكل منظومات الإرهاب ليس فقط من هولاء القتلة التكفيرين الذين يحرفون النصوص الشرعية والدينية في سبيل تحقيق أهدافهم الوهمية، في إقامة ما يسمى دولة الخلافة الإسلامية ،هؤلاء ليس لهم علاقة في الدين الإسلامي الحنيف، وفي الرسالة السماوية التي حملها رسول البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
حيث قال بعثتوا ليكمل مكارم الأخلاق،وقد وصف الله الرسول الكريم إنك على خلقٍ عظيم،وقوله تعالى إنا ارسالنك رحمةً للعالمين،هذه فلسفة الدين الإسلامي التي لم تبنا على الاكراه بل على المحبة والسلام
لذلك هذه المقدمة تؤكد لا اكراه في الدين الإسلامي، ولكن بعض الجماعات الإسلامية التي تحمل الخطاب التكفيري وهم جزاء من منظومات الحركة الماسونية، والتي تشكل فيما بعد الحركة الصهيونية ، من أجل السيطرة على الاقتصاد في العالم بكل الوسائل والأدوات لتحقيق هذه الأهداف،لذلك كانت الخطوة التالية، إنشاء قاعدة تتمثل بما يسمى "إسرائيل" وتم القيام بذلك بمساعدة الدول الاستعمارية البريطانية والأمريكية وفرنسا والمانيا والعديد من الدول الصناعية حيث جاء تكوين "دولة إسرائيل" مع عهد الثورة الصناعية في الدول الغربية وليس فقط من خلال وعد بلفور وهو تحصيل حاصل بين الدول الاستعمارية ،ولذلك كانت مصالح هذه الدول في تقديم الدعم المالي والاقتصادي والعسكري وكل الدعم اللوجستي،لذلك كانت أوجه التعاون بين الدول الاستعمارية والحركة الصهيونية تمثلها في مساعدات اليهود على الهجرة بكل الوسائل إلى فلسطين من أجل صناعة "دولة إسرائيل"
حيث أقيمت على قاعدة الإرهاب الدموي من مجموعات من العصابات الإرهابية المسلحة المنبثقة عن منظومة الحركة الصهيونية،لذلك كل من يقف في وجه مشروع الحركة الصهيونية كان يتعرض إلى القتل بما في ذلك اليهود الذين كانوا يعيشون في فلسطين،ولذلك استخدموا وسائل الإرهاب المنظم وكم تعرض اليهود في دول العربية من عمليات إغتيال وتخريب حتى يتم تهجريرهم من تلك الدول العربية ،والقيام سلسلة من المجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني خلال عصابات المستوطنين وجيش الإحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا ، من أجل السيطرة واجبارهم على من يسمع بما حدث في الهجرة القصرية من المدن والقرى الفلسطينية، وهذه الوسيلة التي استخدمت في العديد من المناطق في سوريا والعراق،وهذا يؤكد على الترابط العضوي بين منظومة الإرهاب المنظم والمبرمج في ما حدث ويحدث في الدول العربية
بشكل خاص واسرائيل التي تجسد غرفة العمليات المشتركة بين الأجهزة الأمنية لكل الدول المشاركة في الإرهاب الشامل
من أجل إضعاف الدول التي تمتلك الإمكانيات المادية والاقتصادية والنفطية وكذلك الدول التي تمتلك الإمكانيات في الاستقرار والاستقلال الوطني الشامل والأهم الدول العربية تحاول النهوض العلمي والصناعي والنووي،
لذلك مكونات منظومة الإرهاب لا تعتمد فقط على أفراد الجماعات الإرهابية التكفيرية فحسب بل تعتمد على بعض من وسائل الإعلام الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية وبعض من ذوي الأقلام والمروجين بوسائل مختلفة لخدمة منظومة الإرهاب إضافة الى الاعتماد على بعض كبار التجار.
وأيضا يتم الاعتماد على تجارة وترويج المخدرات بكل ما يؤدي إلى تدمير وتفكيك المجتمع والاسرة وخاصة الشباب وكذلك تجارة وتسويق السلاح وإرساله إلى الجماعات الإرهابية ، ويتم الاستفادة من بعض من رجال الدين وخاصة المنتمين إلى الأحزاب والجماعات الإسلامية والتي تعمل على توظيف وتسخير الدين بما يتنافى مع الدين الإسلامي الحنيف، في إطار السيطرة على عقول الناس من خلال التكفير لنظام والحاكم والعديد من أفراد المجتمع،لذلك ليس مستغرب أن تجد بين الجماعات الإرهابية المهندس وطبيب والكاتب ومهندس الاتصالات وفي نفس الوقت تجد ذوي أصحاب السوابق من العالم السفلي السارق والمغتصب والمختلس ومروج المخدرات والمتعاطي وتجد من شباب الباحثين عن العمل الذي تخرج ولم يتمكن من العمل
كل هولاء يتم الاعتماد عليهم وترويضهم والاستفادة منهم في إطار تعميم الفوضى الخلاقة والذي أعلنتها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا ريس،وهي المستشارة السابقة في الأمن القومي الأمريكي،لذلك ما حدث في العراق وليبيا واليمن والسودان وتونس ومصر وسوريا تحت ذرائع مختلفة لم يكن ولادة طبيعية بل صناعية بأمتياز، قوافل من الجماعات الإرهابية فتحت لهم الحدود والمعابر والمطارات للعبور إلى سوريا ومصر وليبياوالعراق من يقدم كل الإمكانيات في التنقل والتسهيلات وتقديم الدعم اللوجستي من السلاح النوعي الحديث والمصفحات ومئات سيارات اللاندكروز،كيف يتم إدخال كل هذه الأسلحة، لذلك الجماعات الإرهابية المسلحة هي مجرد اعداد وارقام ما إن تنتهي مجموعة يتم إرسال الأخرى،لذلك عندما نسمع بعمليات إرهابية في سيناء أو في سوريا أو العراق أو ليبيا نستهجن كيف يتم الإختراق وتنفيذ من قبل ما يطلق عليه بعض الجماعات الإرهابية المسلحة،لماذا يتم إغفال دور الجهات المعنية والتي تشكل مظلة ومنظومة الإرهاب العالمي
والمتمثل في "دولة الإحتلال الإسرائيلي " والإدارة الأمريكية برئاسة رونالد ترمب والإدارات السابقة، لذلك فإن علينا ليس فقط التشخيص في منظومة الإرهاب، بمقدار ما يتتطلب تعزيز التعاون الأمني والعسكري ،والاقتصادي بين مصر وسوريا والعراق والأردن
وفلسطين وهي عنوان الصراع
علينا أن ندرك أهمية الأمن يأتي في سياق الأمن القومي العربي
وليس من خلال تقديم التنازلات
ووهم السلام المزعوم الذي يفقدنا الأمن والاستقرار الوطني
والقومي،لذلك علينا العمل في تقديم الخطوات التي تؤدي إلى النتائج المرجوة: في توفير شبكة أمان عربية في مواجهة الإرهاب.