الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تتأخر إنتخاباتنا عدة أشهر بسبب إنتخاباتهم !

نشر بتاريخ: 12/12/2019 ( آخر تحديث: 12/12/2019 الساعة: 14:03 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

هل اخطأنا حين إشترطنا على انفسنا ( جميع الفصائل ) موافقة الاحتلال على إنتخاباتنا في القدس ؟ الإجابة : نعم أخطأنا .
قدّمت السلطة الفلسطينية طلبا رسميا لإسرائيل للسماح بإجراء انتخابات برلمانية في القدس ، ترشيحا وانتخابا وما يشمله ذلك من دعاية انتخابية . الأمر برمته غير مقبول عند الفلسطينيين ، ولكن اتفاقيات اوسلو تجبر الفلسطينيين على ذلك .مع الاشارة ان اسرائيل لا تلتزم بأي من بنود اتفاقيات اوسلو في الوقت الذي يتعامل الفلسطينيون مع بنود اتفاقيات اوسلو بنوع من القداسة والاجلال !!!
الأوضاع في إسرائيل معقّدة جدا ، وقد دخلت مرحلة التطهير السياسي بدل المشاركة السياسية . فكل طرف يسعى للتخلص من الطرف الاّخر وتجريده من الحكم بأية طريقة . وقد بلغت التناقضات بين الاحزاب الصهيونية الى مرحلة التناحر على الحكم .
الصراع في اسرائيل بين اليمين واليمين الأكثر تطرفا .. ولكنه منقسم الى قمسين ( يمين علماني ) و ( يمين متدين ) . وأشخاص مثل نتانياهو ونفتالي بينيت وايلات شكيد وماري ريجيف واسرائيل كاتس ومعظم وزراء الليكود لا ينتمون أساسا للتيار الديني لكنهم يستفيدون من المتدينين للتشبث بالحكم .
الانتخابات الفلسطينية تبدو في الاهتمام الثاني عالميا ، وحتى عربيا واقليميا .. لا سيما وان النتائج لن تغير في واقع الاحتلال شئ . أمّا نتائج الانتخابات الاسرائيلية فمن المرجح أنها ستغير في الواقع المحلي والعربي والاقليمي أشياء كثيرة .

صاحب القرار في منح " ترخيص " الانتخابات الفلسطينية ، هي الشرعية الدولية ولكن الاحتلال يفرض قوانينه العسكرية بالقوة على الفلسطينيين رغم أنف المجتمع الدولي ، ما يضعنا امام بوابة الانتظار مع ثلاثة نوافذ :
- ان تماطل اسرائيل في طلب السلطة لعدة أشهر حتى انتخابات الكنيست ومن ثم حتى تشكيل الحكومة الاسرائيلية ومن ثم حتى تستلم مهامها وهذا يتطلب ستة أشهر على الاقل .
- ان يتدخل المجتمع الدولي بموافقة أمريكية ويسمح بالاجراء الانتخابات الفلسطينية بالتزامن مع الانتخابات الاسرائيلية .
- ان ترفض حكومة الاحتلال السماح بالترشح والتصويت والدعاية الانتخابية في القدس . ما يعني تأجل الانتخابات الفلسطينية الى إشعار اّخر .

اللافت في الأمر . ان الفلسطينيين لم يحددوا وقتا لاستلام الإجابة الاسرائيلية .. والصحافة الاسرائيلية لا تثير هذا الامر ، والجهات القانونية في اسرائيل لم تعقّب على الانتخابات الفلسطينية .
وعليه ننتظر ،
أو نجري الانتخابات من دون موافقة اسرائيلية . وهذا أفضل بكثير من انتظار " تصريح " من الاحتلال على صوتنا الانتخابي .