
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
نجح العرب في التمييز بين اليهود وبين الصهاينة المستعمرين \ ولكن اسرائيل لا تفرق بين اليهود وبين الصهاينة . ولا تزال تستخدم الخزّان الديموغرافي اليهودي كرافعة أقوى للاستعمار والحرب العنصرية ضد العرب .
شعار التسامح بين الاديان جميل وتصالحي رغم أنه خطاب ضيّق وقديم وهو يندرج في اطار الالتفاف على الخطاب السياسي الثوري \ وتل ابيب تقصد من وراء كل هذه الشعارات الوصول الى نقطة التسامح مع الصهاينة ونسيان جرائمهم وعدم محاسبتهم وعدم مطالبتها بارجاع الحقوق للعرب ، وجميع قادتهم يصعدون على المنابر في ذكرى الحرب العالمية الثانية كل عام ويقولون ( لن نسامح ولن نغفر ) !!! وفي نفس الوقت يتوجهون للمسلمين والمسيحين والبوذيين بسؤال استغبائي : لماذا لا تسامحون ولماذا لا تنسون ؟
الثوّار لا يكرهون اليهود \ ولكن اليهود يكرهون الثوّار .
العرب لا يكرهون اليهود \ ولكن الصهاينة اليهود يكرهون العرب .
دعوة وفد يهودي لزيارة مكة سذاجة في غير وقتها وتسطيح لقضية عميقة لا تستطي السعودية ولا غيرها السيطرة على تبعاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والحقوقية .
تماما كما أخطأت منظمة التحرير حين وافقت قبل ربع قرن في الامم المتحدة على سحب طلب تصنيف الحركة الصهيونية كحركة عنصرية ، أخطأ حينها أبو عمار وأخطات القيادة الفلسطينية ولا نزال ندفع ثمن هذا الخطأ حتى اليوم .
السعوديون لا يكرهون اليهود \ ولكن اليهود يكرهون ويحتقرون السعودية . بدء من يهود أمريكا وخطاب ترامب الأخير الذي أهان الملك بشكل فظيع وهمجي ومرورا بكل الخطابات والمؤامرات التي ينتجها اللوبي الصهيوني في العالم .
الفلسطينيون لا يكرهون اليهود وقد إستضافوهم حين هربوا من مذابح هتلر وصقيع أوروبا الى ميناء حيفا . جاءوا مرضى بالجرب والمجاعة والتيفوئيد والفقر والقمل والذل . واستضافهم الفلسطينيون كأبناء عم واعتقدوا " بسذاجة " ان الامر يتعلق بالتسامح الديني وكانت النتيجة أن ارتكبوا افظع وأبشع مجازر ضد الذين استضافوهم .
عواصم العرب لا تتردد في فتح سفارات لاسرائيل وطالما تفرش السجاد الاحمر للوفود والسياح الاسرائيليين \ ولكن العرب ممنوعون من دخول تل ابيب !!
نحن اخطأنا وندفع الثمن من دماء أولادنا وتدمير مدننا وسرقة أرضنا وأموالنا واحلامنا ومستقبلنا .. والان دور العواصم العربية .
شهادتنا مجروحة لأننا أخطأنا قبل أن يخطئ العرب .
قانون الحياة لا يحمي المغفلين \ والمغرّ أولى بالخسارة . وجهنم مبلطة بالنوايا الحسنة .
ستذوقون ما ذقنا . وان غدا لناظره قريب .