الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ترامب تصالح مع جميع أعدائه حتى هاواوي .. الا الفلسطينيين !!

نشر بتاريخ: 30/06/2019 ( آخر تحديث: 30/06/2019 الساعة: 13:04 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

قال لي مسئول كبير في الحكومات السابقة حرفيا ( إن أهم وأكبر مشكلة تواجهها المنظمة هي ترددها في إخراج مفاتيح حل أزماتها من عباءه السلطة . المنظمة لديها مفاتيح الحل ولكنها مشلولة وخائفة من الفشل واستكانت للتراكمات البطيئة . وصنّاع القرار يبحثون عن الهدوء ولو كان في قاع البئر ويتحولون الى جماعه ( حاضر سيدي) ولديهم مهارات فائقه في الحديث عن المؤامرة الكونية ضدهم ولا يمتلكون أي مهارات على مستوى إجتراح الحلول ) . وأضاف لي ( حل مشكلتنا ليست في الخطابات الناريه وإنما في القدرة على فهم سياسات الدول المحوريه وكيفيه التعامل معها وتغيير مواقفها. الرئيس بوش الابن كان موقفه بعد 11 سبتمر اسوأ وأخطر بكثير من مواقف ترامب حاليا. واستطاع فياض وأبو مازن تحييده ومنعه من اتخاذ خطوات جامحة وصار بوش الابن أول رئيس أمريكي يؤيد حل الدولتين ويرفض الاكتفاء بالجدار الفاصل ) .

ترامب وقبل أن يرشح نفسه للولاية الثانية ضاق ذرعا باللوبي اليهودي حوله ، وعمل على تحجيم المستشار الراديكالي جون بولتون ورفض الإنجرار الى حرب مع ايران ، وفي كل يوم يدعو الى عودة المفاوضات مع ايران . وأوقف ترامب الحرب الاقتصادية مع الصين واتخذ خطوات تراجع بشأن عملاقة الهواتف الخليوية هاواوي . واستعاد الهدوء مع روسيا وسار برجليه ودخل كوريا الشمالية . وقال حرفيا في قمة اليابان : امريكا ليس لديها كرامة شخصية ضد من يشتمها !! جاء ذلك بعد يوم واحد من قول مستشاره وصهره كوشنير : ليس لدى امريكا " إيجو " ولا كرامة شخصية تجاه من يشتمها . وهي سياسة امريكية جديدة قديمة تعني ان الدول لديها مصالح وليس لديها خجل .

على الفلسطينيين أن يخرجوا فورا من مربع الانتظار الثقيل ، ولو تطلب ذلك أن يقوم الرئيس بتغيير الأدوات كل شهر ، فلا يعقل أن يستمر باستخدام نفس الأدوات 15 سنة وهي تعطيه نفس النتيجة السلبية .
لا يجور ان تكون العربة هي من يقود الحصان ، ولا يجوز الاتكاء على الشارع في الأرض المحتلة ليصنع القرارات دون حماية تنظيمية ومالية ودون شعار سياسي واضح . كما لا يجوز الاكتفاء بالحد الادنى من الحد الأدنى من قوة العمل لدى هيئات صنع القرار .
- المجلس التشريعي تم حلّه ولم تعلن بعد مواعيد الانتخابات القادمة للبرلمان .
- اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تتحوّل الى مجلس أمناء له صفة التشاور وليس له قوة القرار .
- المجلس المركزي يقرأ البيان الختامي عبر وسائل الاعلام ولا يشارك في صياغته .
- المجلس الوطني لا تحضره الفصائل اليسارية والأعضاء يقرأون البيان الختامي بعد التصفيق .
- الحكومة مشلولة ومفلسة وتنتظر على مقاعد الإحتياط .

فلسطين ليست شركة هاواوي ولا يجوز المساومة على الحقوق ، وترامب ليس قدرا منزلا على الفلسطينيين . ولكن الأمور لا يمكن أن تبقى في مريع الانتظار حتى يسقط ترامب ويسقط نتانياهو . ماذا لو فاز ترامب مرة أخرى وبقى حتى العام 2024 . وماذا لو نجح نتانياهو في تشكيل حكومة رابعة وخامسة !

والجميع يعرف أن السلطة لن تخرج من عباءة التحالف العربي مع الولايات المتحدة الامريكية ، فهي ليست حليف ايران ولا روسيا ولا تركيا ولا أي خصم اّخر . كما ان السلطة لا تريد أن تفك اتفاقياتها مع الاحتلال وعلى رأس هذه الاتفاقيات اتفاق اوسلو ومنتجاته .

يجب الخروج من صندوق الانتظار المريض ، العالم العربي يغلي ويعيد إنتاج نفسه ، الأحزاب القومية التي حكمت العواصم العربية لخمسين سنة ذوت وتبخرت وقادتها يقبعون الان في السجون بتهمة الفساد والدكتاتورية . الأحزاب الاسلامية تعلمت الدرس وأنه لا يمكن لحزب واحد ان يحكم لوحده ولو كان تعداده بعشرات الملايين .اسرائيل فقدت رشدها ودخلت نفق العنصرية المظلم . وامريكا صارت هي الرجل المريض وتسابق الزمن قبل أن تفقد السيطرة على العالم لصالح الصين وروسيا والدول الاقليمية المحورية .
القول أن الحل هو دولة على حدود 67 بات شعارا مستحيلا ويستفز المناضلين وأبناء الشعب الفلسطيني لانه مجرد تكرار بوهيمي سوريالي لا قيمة له في بورصة السياسة سوى نهب الوقت وتنويم الناس مغناطيسيا ، فاسرائيل نهبت الارض وأقامت مدن استيطانية في جميع انحاء الضفة .
حان موعد دعوة المجلس الوطني لاتخاذ قرارات جريئة ، واّن الاوان لتحديد موعد للانتخابات .