الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قضيتي أهم من قضيتكم الافتراضية .. فلسطين باقية

نشر بتاريخ: 04/04/2020 ( آخر تحديث: 04/04/2020 الساعة: 00:27 )

الكاتب: د. حازم أبوشنب

وكأنها عدوا فضائي.. تتصدر أخبار العدو الأوحد للإنسانية كورونا فايروس الأخبار ونشراتها، بل تتصدر حتى شاشات التلفزة التي تحولت إلى عدادات مكتظة بما تفعل الكورونا ببني البشر!! وكأنها كائنات فضائية في شكل جيوش منظمة أو غير معلومة لقادة الجيوش البشرية.. هراء.

ما هكذا يجب أن تكون الحالة، فالحياة تضج بموضوعات وقضايا تهم البشر ولا تقف عند حدود التصدي للعدو الفضائي المجهول، فهناك حياة.. نعم حياة واحتياجات: سياسية واقتصادية وإنسانيات واجتماعيات وغيرها من قضايا يهتم بها الإنسان وبني البشر منذ بدء الخليقة حتى أُظهر لنا هذا العدو الافتراضي طبقا ً لما تروج له وسائل الإعلام، أو حتى ساسة (أو متموضعون في مناصب سياسية إن شئت) عبر وسائل الإعلام فقط، نعم فقط.

فاختزال الاهتمامات الإعلامية بعيداً عن الحركة التجارية والمالية والاقتصادية، وكذلك حرب الطاقة أو على الطاقة التي نعيش فيها منذ أكثر من عشر سنوات بمسميات (ربيع) أحياناً أو نظم سياسية دينية مثل داعش أو الدولة اليهودية في مشابهة للدولة المسيحانية في قرون خلت أنتجت نظاماً دولياً لاحقاً يعتمد الصناعة والعلاقة مع الدول المستهلكة التابعة، كلها رُفضت في حينها آنذاك ولم تؤد إلا إلى وجود رمزي للدولة المسيحانية ونشوء نظم سياسية اعتمدت العلمانية أساساً واشتدت لتصل إلى دول غير مؤمنة بوجود الله لاحقاً، ثم تطورت أو تدهورت لتصل إلى حد التطرف والمغالاة في رفض الدين في مناسبات أخرى.
نعم هذه حياتنا.. فلا يشغلنا عدو مفترض تروجه وسائل الإعلام في عالم ينضح بالمتآمرين ضد منطقتنا (المنطقة العربية) التي يحلو للبعض بتسميتها الشرق الأوسط لعله ينجح في تطبيع وجود احتلال خارج عن إطار القانون ساعيا ً إلى تحويله لحقيقة راسخة.. وهيهات.

نهتم بملاحقة التحولات التي تحدث في العالم، ونهتم بما تَصوغ قوىً شريرة مستقبلنا ومستقبل العالم فيما تنثرعلينا سموم التغييب العقلي!!

حرب بين الصين والولايات المتحدة صُلبها التجارة والحركة التجارية والسباق على المستهلكين في العالم العربي الاستهلاكي مضاف إليه أهل أفريقيا الذين بدأوا ترويضهم لاستهاك منتجاتهم في العالم الصناعي مبادلة بمالهم أو ثرواتهم دَفينةُ الأرض!!

وحُريبٌ صغرى بين الصين والولايات المتحدة عبر وكلائها في السعودية وروسيا عنوانها النفط وسوقه ونظم وسعر البيع والشراء والكميات بعد أن حطت رحال قوات دول أجنبية على أراضٍ عربية ونحن نيام.

وليس بعيداً محاولات تشكيل نظام دولي جديد يستند إلى أسس جديدة فيما يُفرض علينا سلوك جديد بتعليمات من منظمة الصحة العالمية لتعلمنا كيف يصبح الواحد منا واحداً وليس جزءاً من مجموع كما عهدنا أنفسنا (على الأقل في العالم العربي) طوال آلاف السنين مددنا بها جنس البشر بالحضارة والعلوم.

وأخيراً.. حيث الذين يصوغون هذا العالم ويشرفون على تطبيقه قوات أمنية واستخبارية انتشرت عن بكرة أبيها في طول وعرض بلادنا في كل الكرة الأرضية، لتفرض حظر التجوال وتمنع حركة البشر على أرض البشر وتعيد صياغة علاقاتنا ببعضنا دون إدراك من معظمها أو القائمين عليها بأنهم أضحوا جزءاً من كل هم لا يدركون خواتيمه.

فكيف لأجهزة أمنية وعسكرية تقوم بتأميننا وتحمينا من العدو الفضائي وهي لم تنجح أصلاً في التنبؤ بأن فايروساً ضئيلاً ضآلة جناح البعوضة سيغزونا.. بل سيغزو العالم ولا يتصدون له ولا يقهرونه.. ولا ولا!!

وكخاتمة.. فاهتمامي بالقدس أكبر، واهتمامي بالأسرى أعظم، وتبجيلي للشهداء أرقى واهتمامي بكل ثوابتنا الوطنية من حرية واستقلال وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس وطرد الاحتلال الغاصب من أرضي وأرض أجدادي أهم وأعظم وأعمق من كل تُرهاتكم.. يا أولئك!!