الثلاثاء: 14/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مرورا بعام النكبة.. الفلسطينيون والعرب في مواجهة التحديات الكبرى

نشر بتاريخ: 15/05/2020 ( آخر تحديث: 16/05/2020 الساعة: 02:35 )

الكاتب: ربحي دولة

لعل اصعب ما قد مر على الأمة العربية في القرن الماضي نكبة شعبنا وهزيمة الجيوش العربية التي حطت رحالها في الأرض عقب خروج اخر جندي بريطاني منها، الا ان ما سلحت به العصابات الصهيونية ودربت عليه فاق العدد والعدة ، وهنا لزامنا علينا القول ان جيوشا استبسلت دفاعا عن فلسطين وما كان في نهاية المطاف سوى التهجير .

ولو ان اليوم مكان الامس لما هاجر احد وما ترك منزله ولو لساعات ، وهنا قصص بمفتاح يعبر عن حلم العودة وهناك تدق أجراس الكنائس في عكا تعانق صوت الاذان "نحن لا نزال نسمع ونرى وسنعود" .. هكذا ارى الحجارة تسمع وهناك البحر ينتظر السفن .

لعل قدر هذه الأرض وهذا الشعب ان يعيش في حالة صراع ومواجهة حتى اخر رمق، حيث تعرضت الأرض المقدسة الى العديد من الغزوات على يد "حضارات" كثيرة مورست بحقه كل أنواع الاجرام، واذا تحدثنا عن إدارة الدولة العثمانية لهذه البلاد الذي امتدت لعشرات السنين حتى ضعفت هذه الدولة وهزمت على يد بريطانيا وحلفاؤها ووقعت فلسطين تحت قوة الاحتلال البريطاني الذي وعد وزير خارجيته وقتها بلفور اليهود بمنحهم فلسطين وطن قومي لهم باقامة دولتهم تنفيذا لقرارات الحركة الصهيونية التي عقدت مؤتمرها قبل عشرين عاما من الوعد المشؤوم حيث اتخذ قرارا باعتبار فلسطين هي "ارض الميعاد التي يجب إقامة الدولة عليها"، حيث فشلت وقتها محاولات اليهود في إقناع السلطان العثماني ومساومتهم اياه على سداد ديون الدولة العثمانية المتهالكة وقتها مقابل منحهم فلسطين، وبعد الرفض الذي لاقوه من السلطان العثماني عملوا من خلال حكومة بريطانيا على تحقيق هذا الحلم ،حيث شاركت وقتها العصابات الصهيونية الى جانب القوات البريطانية خلال الحرب العالمية وسقوط الدولة العثمانية.

وقد عملت حكومة الاحتلال البريطاني في فلسطين كل ما استطاعت من اجل تسهيل دخول اليهود وتعزيز قوتهم ومنحهم النفوذ في مستوطناتهم وداخل المجالس البلدية التي عين أعضاء يهود في مجالسها بقرار من الحاكم العسكري البريطاني ومنحهم كل الصلاحيات التي تمكنهم من بسط السيطرة وامتلاك المزيد من الأراضي، وتدربت العصابات الصهيونية على يد القوات البريطانية وتجهزت بالسلاح الكافي لمنحها المزيد من القوة التي تمكنها من احتلال المدن والقرى الفلسطينية تمهيدا لاقامة دولتهم التي وعدوا فيها؛ وبعد تأكد حكومة الاحتلال البريطاني من حجم قوة تلك العصابات الصهيونية والتأكد من قدرتها على بسط سيطرتها على المدن والقرى أعلنت حكومة الاحتلال البريطاني انتهاء فترة الانتداب على فلسطين وانسحبت فاتحة الأبواب كلها أمام عصابات القتل الصهيونية لتفعل فعلتها بحق شعبنا ومدنه وقراه، حيث هدمت المدن والقرى وقتلت ما قتلت وشردت ما شردت واعلنت قيام دولتهم على انقاض هذه المدن والقرى.

ومنذ تلك اللحظة وشعبنا يعيش في الشتات ومخيماته يحلم بالعودة الحتمية إلى فلسطين ، كيف لا ونحن ما زلنا نحتفظ بمفاتيح بيوتنا التي نؤمن اننا عائدون لها يوما ما ومازلنا نحتفظ بكوشان الأرض التي تثبت حقنا فيها برغم من كل محاولات هذا المحتل لتزوير الحقائق محاولا تغيير التاريخ الا ان هذه الأرض التي ارتوت بدماء شبابها لن تنبت الا كبرياء وصمودا وتحديا مزروعا في قلوب وعقول ابناؤها ليبقوا على العهد والوعد لهذا التراب الغالي اننا عائدون رغم قوة الاحتلال عائدون رغم حالة التردي الذي تعيشه الأمة.. عائدون رغم كل المؤمرات التي تحاك ضدنا لاننا نحن اصحاب الحق على هذه الأرض..

باقون وكل المارقون الى زوال وسنبقى نخوض معركة العودة والتحرير جنبا الى جنب مع قيادتنا حتى تحقيق هذا الهدف الذي دفع شعبنا وقيادته الثمن الغالي لتحقيقه فلن تكون دماء شهداء شعبنا ولا عذابات اسراه محلا للمساومة وستبقى سراجا ينير لنا الدرب حتى الوصول الى القدس عاصمة لدولتنا لنعلن ان لا مكان لغير شعب فلسطين على هذه الأرض ولا حق لاحد بها سواه عندها سنفتح ابواب بيوتنا بتلك المفاتيح التي مازلنا نمتلكها وستعود هذه الأرض لاصحابها وفق كواشين الطابو التي نمتلكها في قلوبنا وفكرنا وأيدينا.

٠ كاتب وسياسي / رئيس بلدية بيتونيا