الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

هنالك ما هو مشرق دائما ً...

نشر بتاريخ: 01/07/2020 ( آخر تحديث: 01/07/2020 الساعة: 15:13 )

الكاتب: مروان اميل طوباسي


برأيي الأمر برمته يجب أن يتعلق باستمرار كفاحنا في رفض الاحتلال وإسقاطه كجريمة مستمرة منذ ٥٣ عاما ، بعد أن اتموا صفحات النكبة الأولى كجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان منذ ٧٢ عاما، بما تشكله تلك الجريمتين وغيرها من انتهاكات للقانون الدولي ولكافة القرارات الأممية ، ومحاولة لتنفيذ المشروع الصهيوني الاستيطاني الاحلالي برمته ، كجريمة مضافة بحق الحقوق الغير قابلة للتصرف لشعبنا الفلسطيني وفي مقدمتها حق تقرير المصير.
الضم بغض النظر عن مساحات او أشكاله ، هي تفاصيل و تداعيات لاستمرار تلك الجرائم المترتبة عن الاحتلال و تثبيته .
علينا الاستمرار بتصعيد معركتنا ضد الاحتلال برمته أمام المجتمع الدولي حتى لا يضيع العالم بتفاصيل ، وحتى نسير قدماً في دحر هذا الاحتلال البغيض بكل ما نملك من أوراق حق وعلاقات مع قوى الحرية في هذا العالم وأمام هيئة الأمم ومنظماتها الدولية والحقوقية والمحاكم الجنائية، ضمن العمل مع شبكات التضامن الدولي للشعوب للتاثير في استمرار الضغط على الحكومات من جماهيرها ، من خلال العمل الدبلوماسي العام المقاوم والرسمي المتكامل ، واستنهاض أشكال مقاومتنا الشعبية السلمية بالوطن وحشد دور جماهيرنا واطر جالياتنا وفعالياتنا ورجال أعمالنا بالشتات من خلال استنهاض نفسها وتوسيع قاعدة عملها بين اوساط شعبنا و الجاليات العربية بما يتوافق مع الرؤية السياسية الرسمية لقيادتنا في منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين ورؤية الأخ الرئيس للصمود والسلام العادل والعمل الى جانب السفارات المعتمدة للمساهمة في تحقيق العمل والرؤية الوطنية المطلوبة، خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب التعاون والتكاثف بين الجميع، واكرر هنا ما قلته في مقالتي السابقة بخصوص ذلك، أن الاحتلال العنصري لا يفرق بين أحداً واحد منا، فالكل الوطني مستهدف و مشروعنا مستهدف.
وهنا اعيد ما قاله الصديق الاعلامي ناصر اللحام قبل أيام ، "هناك جهات تعمل على اقامة ثورة مضادة لتنفيذ صفقة القرن وإحباط الناس ، تتكون هذه الثورة المضادة من رموز فاسدين وتعرفونهم وتدعمها سلطات الاحتلال وجهات التمويل وتلبس ثوب الانتقاد ومحاربة الفساد ، وهم يجمعون حولهم العملاء والمرضى النفسيين لشتم الآخرين وتمزيق المجتمع ووحدته . " رغم أهمية محاربة الفساد وممارسة النقد الذاتي دائما ، لكن من منطلقات وطنية تهدف الي تقوية البيت الداخلي، لا دعوات يراد بها باطل.
إن حركتنا الوطنية صاحبة التاريخ من الثورات والانتفاضات وإلتى قدمت على مدار ٧٢ عاما من الظلم التاريخي والاضطهاد مئة الف شهيد، هذه الحركة التي ما زالت تستكمل مرحلة التحرر الوطني من الاحتلال بكل ما لها وعليها وفق هذه المرحلة، أو هكذا يتوجب ان تكون، وإلتى استندت في رؤيتها لتجارب من فكر إنساني ثوري ولنضالات حركات وطنية صديقة قد حققت انتصاراتها.
إن العالم لم يعد كما كان والتاريخ يسير في حلقة لولبية لا يقف عند نقطة معينة ، ولا ينتظر أحداً.
كما أن هنالك متغيرات قد فرضت واقعا سيئاً على النظام العالمي، الا ان هنالك نهوضا شعبيا اليوم ضد الاستغلال والعنصرية والاضطهاد أينما كان واي كانت أشكاله.
ورغم سياسة الهيمنة والعربدة الصهيو أمريكية في هذا العالم وممارسة ابشع انواع الابتزاز السياسي من خلال استغلال مسالة معاداة السامية وربطها الدنيئ بمعاداة الصهيونية في محاولة لفرض وقائع سياسية على عدد من الدول والأحزاب في هذا العالم بمساعدة المال اليهودي الصهيوني.
لذلك واجب علينا اليوم التوجه إلى هذه الشعوب المتحركة أينما كان و المساهمة الفاعلة مع اصدقاؤنا فيما يدعوا هم له من احتجاجات ضد الاحتلال او العنصرية واستغلال مسألة عدم قدرة المجتمع الدولي اليوم على استمرار تحمل عبئ إسرائيل كدولة مارقة فوق القانون، كذلك عدم رغبة الانظمة السياسية الحاكمة حتى في أوروبا بتجاهل المطالب الشعبية وقوي الرأي العام و أحزاب المعارضة، بل وحتى اوساط من قاعدة تلك الاحزاب الحاكمة.
لنبتعد عن النظر من زاوية سوداوية واحدة، فهنالك ما هو دائما مشرق بمقابل ذلك. علينا الاستفادة من ذلك الضؤ حتى ولو كان باهتاً، فكلما اقتربنا منه يصبح اكثر اشعاعاَ، واكرر هنا ، ما كان المؤسس والقائد الراحل عنا ابو عمار يقوله دائما، يرونها بعيدة ونراها قريبة ، وانا لصادقون .