الخميس: 02/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

صرخة الأخرس صوت الحق الذي أخرس المتخاذلين

نشر بتاريخ: 15/10/2020 ( آخر تحديث: 15/10/2020 الساعة: 00:13 )

الكاتب:  ربحي دولة


لا يزال الأسير ماهر الأخرس يخوض اضرابا مفتوحا عن الطعام لأكثر من شهرين ونصف ضمن معركة الخلاص من القيد ومن الظلم والقهر، وفي ظل هذا الصمت العالمي جراء ما يحدث في فلسطين بفعل الممارسات الاجرامية التي تنفذها سلطة الاحتلال يوميا بحق شعبنا من
قتل واعتقال وهدم للبيوت واقتلاع للأشجار ومصادرة للأراضي لإقامة المغتصبات على أرضنا الفلسطينية؛ استباحوا كل شيء بسبب هذا الصمت غير المبرر من دعاة حقوق الانسان الذين فقط يوجهون أصابع الاتهام نحو الضحية ولا يشاهدون أفعال الجلاد. نعم إن هذه الإزدواجية في المعايير جعلت دولة الاحتلال تمعن في ممارساتها الاجرامية بحق شعبنا،
حرب بشعة وأساليب أبشع وسلاح فتاك ومحتل مجرم يتفنن في ممارساته عبر جيش الارهاب وقطعان مستوطنيه يحاولون ليل نهار كسر إرادة هدا الشعب الأعزل إلا من الايمان بالله وعدالة قضيته وحتمية النصر يقارع هذا المحتل بصدره العاري لا يملك الا الارادة الصلبة وعنفوان الحق الظاهر، يسر بخطى ثابتة في طريق الحرية المليء باأشواك وحده بعد أن تخلى عنه بعض حكام العرب المهرولين نحو المحتل الذي سيأخدهم نحو هاوية قريبة لا محالة.
ماهر الأخرس : هذا الفلسطيني الذي يصارع الموت من أجل حياة كريمة ويرفض القهر و ظلم السجان، وضع بين عينيه إما الحرية او الشهادة وهو يعلم ان المحتل لا يفهم سوى لغة القوة، لغة التحدي ويعلم أيضا أن هذا المحتل لا يهمه العالم أجمع ومع هذا تحدى وصبر وسينتصر على السجان ان لم يكن بجسده سينتصر بفكرته وفكره وستنهزم كل أنظمة التخاذل العربي والعالمي ،وسينطق الاخرس وسيخرس كل الاصوات النشاز التي وقفت متفرجة وعاجزة امام هذا البطل الذي يمثل كل فلسطيني ثار في وجه الظلم واختار لنفسه طريقا واحد أوحد طريق الحرية والكرامة، طريق العيش في وطن خال من الاحتلال.
نعم إن سلاح الامعاء الخاوية سلاح فعال استعمله اسرانا لتحسين ظروف حياتهم الاعتقالية التي كانت مع بداية الاحتلال ، هي ظروف لا يمكن لاي انسان ان يتحملها فاستشهد العديد من ابطالنا اثناء خوضهم لهذه المعركة الاكثر تحدي على الاطلاق، فكان استشهادهم مصدر لتعزيز صمود اخوة السجن رفاق القيد، فحققت هذه الاضرابات الكثير من الامتيازات للاسرى : حسنت من واقعهم الاعتقالي لكنها لم تمحوا ظلم السجن عنهم.
ان المعركة التي يخوضها الاخرس معركة مختلفة فهو لا يبحث عن تحسين لوضعه الاعتقالي او الحياتي داخل المعتقل وإنما يبحث عن حرية لا يمكن له ان يفاوض عليها. معركة قد تحدد مستقبل ملف ظلم الاف من ابناء شعبنا ضمن ما يسمى ملف الاعتقال الاداري الذي استخدمته سلطة الاحتلال لاحتجاز الالاف دون تهمة واضحة او حتى محاكمة، حبس حريات بذريعة الملف السري.
إن صرخة الأخرس المدوية في عنان السماء ستسمع صوت الحق الفلسطيني لكل العالم الحر وستخرس كل الأبواق المهزومة والأصوات التي لا تستطيع قول الحقيقة في وجه الظالم.

٠ كاتب وسياسي