السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

انتخابات رابعة لإسرائيل وأجهزة تنفس لفلسطين

نشر بتاريخ: 19/12/2020 ( آخر تحديث: 23/12/2020 الساعة: 11:25 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام


الأحزاب كتعبير عن الطبقات ، والحركات كتعبير عن الشرائح الاجتماعية والاقتصادية ، والكتل الانتخابية كتعبير عن النخبة السياسية . لم تعد موجودة في فلسطين . فهناك منظومة تنظيمية تحكم حركة التحرر الوطني ومثلها منظومة تحكم الحركات الإسلامية , قامت هي بتكليف نفسها بديلا عن الحياة الحزبية والانتخابية والبرلمانية واستقرت على هذا النحو .
في السياسة يمكن ذلك . فهناك عشرات الدول لا يوجد فيها برلمان ويوجد فيها نظام سياسي واحد يحكم كمملكة أو كنظام ديني أوتوقراطي أو نظام أميري . ولكن المشكلة لدينا أننا أعلننا ونعلن أننا نظام برلماني ديمقراطي ، ولا نطبق الأمر على أرض الواقع .
فإما أن نتفق على تغيير النظام إلى شمولي ، ونعمل على تشكيل مجلس أعيان . وإما أن نعود لتنفيذ ما ورد في النظام التأسيسي عام 1995 . كنظام رئاسي برلماني انتخابي ديمقراطي .

الانتخابات في المجتمعات السليمة خبر اعتيادي . تمر على الناس كأمر واقع . أما في المجتمعات المتخلفة الخائفة فان الانتخابات تشبه أهوال يوم القيامة . يهرع الناس فيها يصرخون رعبا ويخرج الأموات من الأجداث . فتصبح معركة نجاة من موت محقق !!

الجمهور الفلسطيني في حالة انتظار . والأخطر أن المثقف السياسي صار في حالة انتظار . والنخبة في حالة انتظار . والقيادة في حالة انتظار . والتنظيمات في حالة انتظار . والنقابات في حالة انتظار . والحركات الطلابية والنسوية والعمالية في حالة انتظار . وفتح وحماس في حالة انتظار . والرئيس ذاته صار في حالة انتظار .
والجميع ينتظر . ولكن لا أحد يعرف ماذا ننتظر !!
المجتمع الفلسطيني كلّه في حالة انتظار . ولكننا على الرصيف الخاطئ . ننتظر قطارا لن يصل إلينا . فنحن الذين يجب أن نستبدل المحطة بمحطة أخرى .
والقطارات لا تصل إلى أماكن ليس فيها سكة حديد .