الخميس: 18/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

التطعيم أصعب من الإصابة .. والتنسيق أصعب من الحرب

نشر بتاريخ: 10/02/2022 ( آخر تحديث: 10/02/2022 الساعة: 15:35 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام


اختلط الوضع السياسي الراهن على الجميع، سواء في الموالاة او في المعارضة. فقرارات المجلس المركزي بسحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني لم تصدّقها المعارضة ونالت رفض السلطة التنفيذية. وتبقى حبرا على ورق .

المجلس المركزي يمكن تصنيفه كسلطة تشريعية برلمانية في منظمة التحرير وليس كسلطة تنفيذية ، وبالتالي فان قرار وقف التنسيق الأمني وقرار سحب الاعتراف بإسرائيل يبقى بيد السلطة التنفيذية ( الرئاسة والحكومة ) . ويمكن التعامل مع قرارات المجلس المركزي كتوصيات وليس اكثر من توصيات .

غالبية الجمهور الفلسطيني لم تصدّق أن قرارات المجلس المركزي يمكن تنفيذها . وهي ترى أن التنسيق الأمني مستمر ، وأن التعامل مع إسرائيل كقوة غاشمة على الأرض مستمرة أيضا .

إعلاميا.. غالبية الفصائل تدعو لانتفاضة فورية، ولكنها لا تقوم بانتفاضة لأنها تعلم أن فتح هي الوحيدة التي تستطيع ذلك. وفتح فقط تستطيع البدء بانتفاضة كاملة وفورا لو أرادت .
والقول بالمراهنة على الجماهير قولا عموميا لا يعط إجابة شافية . فالجماهير تغضب ، وتقدم التضحيات وتعصف . اما الانتفاضة فتحتاج لاكثر من ذلك .
الانتفاضة تحتاج الى تنظيم يرعاها وينصهر فيها ولا انتفاضة من دون تنظيم .
والانتفاضة تحتاج الى جماهير عريضة غير منقسمة سياسيا .
والانتفاضة تحتاج الى عشرات الاف القادة الميدانيين الذين يديرون النضال اليومي .
والانتفاضة تحتاج الى شعار سياسي واضح ومتفق عليه، ولا يكفي ان يكون الشعار واضح ، بل يجب ان يكون متفق عليه .
الانتفاضة تحتاج الى " دولة ظل " ، تحمي المطاردين وتعالج الجرحى وتحظى بعباءة مالية كبيرة تسد احتياجات الجماهير .
الانتفاضة تحتاج الى قيادة موحدة ومؤتمنة ، صاحبة نفس طويل لا تنكسر تحت عصي الجنود ولا يفت في عضدها القمع الشديد من الاحتلال .

بعد جريمة نابلس عادت كتائب شهداء الأقصى تطل برأسها في مدن الضفة. وهو ما يمكن تسميته إعادة تموضع للكتائب وليس بدء المعركة .
وصحيح أن هناك انتفاضة تشتعل كالجمر تحت الرماد .
ولكن هناك تنسيق امني يفرض نفسه رغم كل القرارات التي صدرت .
وهناك قيادات ميدانية على الأرض . جاهزة للتضحية والفداء .
ولكن القيادات السياسية عند جميع الفصائل والتنظيمات غير جاهزة .
وجميع التنظيمات تدعو وتتمنى انتفاضة في الضفة، ولكنها لا تفعل على اتمامها.
وما بين سلطة منظمة التحرير في الضفة، وسلطة حماس في غزة . لا تزال هناك العديد من الجدران التي يصعب اختراقها .

واحيانا. تكون أعراض اللقاح ، أشد وجعا من اعراض الإصابة بالفيروس.