الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليست صفقة تبادل اسرى بل صفقة تضمن بقاء نتانياهو في الحكم

نشر بتاريخ: 03/02/2024 ( آخر تحديث: 03/02/2024 الساعة: 12:36 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام



من المتوقع ان يستمر النقاش حول مسودة صفقة تبادل الاسرى التي صدرت عن اجتماع باريس لعدة أسابيع قادمة ،وربما قبل موعد بدء شهر رمضان او حتى بعد دخول شهر رمضان . فشهر رمضان مهم للعرب وللمسلمين ولكنه ليس مهما لنتانياهو ولا لحكومته . على العكس ان حكومات الاحتلال في كل شهر رمضان تجعل حياة الفلسطينيين جحيما ، تغلق المدن وتمنع دخول العمال وتمنع الصلاة وتنصب الحواجز بين المدن عند موعد الإفطار ....
نتانياهو يحتاج هذه الأسابيع لتهيئة البيت الأبيض والإسرائيليين انه باق في سدة الحكم ، وان عليهم ان يتوسلوا امامه كي يشكل الحكومة الجديدة اذا خرج منها المتطرفون قبل موافقته على الصفقة . ويريد نتانياهو ان تخرج التظاهرات في تل ابيب تطالبه تطلبه هو بتشكيل حكومة جديدة يدخل فيها زعيم المعارضة يائير لبيد صاغرا وذليلا . ويحتاج الى ان تتوسل امامه عائلات الاسرى الإسرائيليين وعائلات جنود الاحتياط ورجال الاعمال والمزارعين وأصحاب الفنادق وعمال السياحة وشركات الطيران وأصحاب ورشات البناء وأهالي الأطفال ، ان يتوسل مستوطنو الشمال امامه ليعودوا الى منازلهم ، وان يبكي مستوطنو غلاف غزة لأجل ان يوافق على الصفقة .. وهو بعدها ان يفكر ويدرس الامر !!! .
كبار المحللين وقادة الأجهزة الأمنية وجنرالات الجيش صاروا يكتبون علنا : لماذا لا يوافق نتانياهو على الصفقة لاستعادة الاسرى الإسرائيليين ؟
وكلما ضاع رشدهم عادوا يبحثون مستقبل السلطة الفلسطينية ومستقبل أبو مازن . وكان الشأن الفلسطيني هو الذي يقلقهم وكأنهم مهتمون بالديموقراطية والحكم الرشيد !!
ما لم يحققه نتانياهو في هذه الحرب يريد تحقيقه من خلال الصفقة القادمة . جميع اهداف الحرب فشلت والان يريد ان يحصل عليها مجانا في السياسة .
يريد الأموال العربية لإعادة الاعمار دون ان تدفع إسرائيل دولار واحد تعويض للضحايا . يريد من السعودية تطبيع مجاني مع الاحتلال . يريد من العرب ان يهزموا حماس التي عجز عن هزيمتها . يريد من أمريكا ضمانات بالانتصار على حزب الله وعلى العراق وسوريا واليمن لأنه لا يملك ان ينفذ الوعد التي قدمها لناخبيه .
يريد أسابيع قبل الصفقة ، ويريد اشهرا طويلة وربما سنوات وإسرائيل ( في حالة حرب ) حتى تنقلب استطلاعات الرأي وتعود الأمور لصالحه ولن يعلن انتهاء الحرب الا اذا اعطته استطلاعات الرأي حسما جازما بانتصاره في أي انتخابات قادمة للكنيست.