الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين - خصوبة عالية وخط الفقر 2375 شيكلا

نشر بتاريخ: 02/04/2011 ( آخر تحديث: 02/04/2011 الساعة: 12:57 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - استنادا الى أرقام الاحصاء الفلسطيني وهو من أدق مراكز الاحصاء في الوطن العربي فان الخصوبة في الأراضي الفلسطينية ما تزال مرتفعة إذا ما قورنت بالمستويات السائدة حالياً في الدول الأخرى- فمعدل الأطفال في الأسرة عالميا أقل من ثلاثة، ويزد عن ستة في فلسطين.

اما البطالة أو نسبة العاطلين عن العمل من بين المشاركين في القوى العاملة في الربع الأول 2010 فقد بلغت 22% بواقع 16.5% في الضفة الغربية و34% في قطاع غزة، وهذه نسبة عالية جدا إذا ما قورنت بالدول القريبة والبعيدة على حد سواء

ولكن ورغم تعطّل نحو 200 الف عامل عن العمل في المصانع الاسرائيلية فانه جرى مأسسة سوق العمل في الضفة الغربية فيما هناك حالة من الاعتماد على سوق عمل غير رسمي في قطاع غزة كالعمل في الانفاق مثلا”، لكنه يرى في الوقت ذاته أن النمو الاقتصادي في الضفة فهو نمو غير منبت للعمالة الجديدة والوظائف الجديد وبرغم هذا النمو، لا نجد أن سوق العمل يتوسع.

جاء في نتائج الاحصاء أن من بين كل 100 ذكر في سن العمل هناك 67 يشاركون في القوى العاملة، مقابل 14 أنثى مشاركة في القوى العاملة من بين كل 100 أنثى في سن العمل.

و خط الفقر لأسرة مكونة من 6 أفراد الابوين وأربعة اطفال يقل دخلها عن 2375 شيقلا شهريا،، اما خط الفقر المدقع يكون لدى الأسر المكونة من ذات القدر من الافراد ودخلها يقل عن 1957 شيكلا ووفق بيانات الجهاز المركزي للاحصاء لعام 2007 فإن معدل الفقر في فلسطين وفق معدلات الاستهلاك الحقيقية بلغ 34% من الأسر.

د. نادر سعيد مدير مركز اوراد ويرى أنه والى جانب الاحتلال هناك ممارسات فلسطينية تسببت بارتفاع معدلات الفقر، “كالقضاء على القطاع الزراعي الذي ساهم فيه الاقتصاديون الفلسطينيون بشكل اساسي ذهابا الى الخدمات، وهذا ادى الى ان يستوعب النوع الجديد من الاقتصاد فئتين: الأول ذوي الخبرات والكفاءات العالية الذين يتحدثون الانجليزية ويتعاملون التكنولوجيا الحديثة وهي مجموعة محددة من خريجي الجامعات والمدارس الخاصة، والقطاع الثاني هو البناء وهنا يجري استغلال الشباب بشكل كبير”. وهنا يعود د. سعيد الى تفسير ظاهرة ضعف مشاركة النساء في سوق العمل بالنظر إلى أن هذين القطاعين غير مواتيين أو وديين بالنسبة للنساء “فقطاع البناء هو قطاع ذكوري بالاساس، وقطاع التكنولوجيا والوظائف الادارية تعطى للرجال فعندما يتخرج الشاب من تخصص ادارة الاعمال يجري توظيف على انه مدير اداري بينما تتخرج الفتاة من ذات التخصص ويجري تعيينها كسكريتيرة”.


وبكل حال من الاحوال ، فاننا وعلى مشارف رغبتنا في اعلان الدولة نهاية العام الجاري ، على جميع القيادات ان تعرف ، ان التواجد والعيش في رام الله المدينة وفتح سوق مالي في نابلس ونشر شركات الاسهم لن يصنع دولة سوى على الورق ، كما ان بقاء الحكومة المقالة على شاشات التلفزيون لن يصنع دولة ، والدولة يمكن ان يصنعا المواطنون من خلال الزراعة ، وذا كان هناك زراعة يكون هناك ورش عمل وفاكتورات ومصانع صغيرة صناعة ، واذا كان هناك مصانع صغيرة ستولد المصانع الكبيرة ، وبوجود الصناعة يكون هناك تصدير ، ويقل الاستيراد ، وندخل الهاي تك .

وعلى كل قيادي فلسطيني ومن اي فصيل كان أن يقرأ " اجباريا " تقرير التنمية البشرية ، وتقرير التنمية العربية ، وان يتابع نتائج مركز الاحصاء الفلسطيني قبل ان يخرج أمام اي شاشة ، او وراء اي ميكروفون ويتحدث عن قيادة الشعب العظيم ، فلا شك ان الشعب عظيم لكننا نشك في عظمة القادة أنفسهم ، وعظمة اقوالهم ، وتركيبة شعاراتهم التي تخلق الوهم وتبدد الطاقات وتولد الاحباط نتيجة الفشل تلو الفشل .
لان ثلاثة ارباع شعارات القادة في فلسطين مبنية على الجزع الشخصي وليس على مدركات حسية من الواقع ، بدء من شعارات الصحة ومرورا بالتعليم ووصولا الى الشعار السياسي .