الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

سب تمبر

نشر بتاريخ: 28/05/2011 ( آخر تحديث: 28/05/2011 الساعة: 19:21 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - عملت الادارة الامريكية جاهدة في الساعات الماضية للضغط على وزراء الخارجية العرب وعلى قطر بالذات ، لضمان ان لجنة المتابعة العربية المنعقدة في الدوحة لن تتخذ اي قرارات حاسمة بشأن خطابي اوباما ونتانياهو ، وان يكون القرار ( تفويض رئيس السلطة القرار بفحص امكانية العودة للمفاوضات ) !!!!!!!!!!

يأتي ذلك بعد ان استنفرت وزارة الخارجية الامريكية في تتبع ردود الفعل الغاضبة جدا من جانب الفلسطينيين والعرب عقب خطابات الغزل بين الادارة الامريكية واسرائيل الاسبوع الماضي ... وعن مصادر امريكية انه يجري التحضير سرّا في واشنطن لعقد قمة ثلاثية في القدس تحت عنوان الذهاب الى مفاوضات مكثفة !!!!!

ولمن لا يعلم فان الرئيس الامريكي اوباما تحدّث مع رئيس وزراء اسرائيل نتانياهو 6 مرّات خلال 8 ايام فقط بعد الخطاب في واشنطن ،في حين لم يتحدّث اوباما مع رئيس السلطة ولا مرة ، بل ترك الامر لسفرائه ومبعوثيه للتحدث و " الضغط " على القادة العرب من اجل الضغط على ابو مازن مرة اخرى .

سفراء اوباما الذين يعرفون من اين تؤكل الكتف ، برّروا خطاب اوباما على انه انجاز تاريخي كبير للعرب ، وانه لصالح الفلسطينيين !!!!! وان اوباما سيطلب ، لاحظوا " سيطلب ولم يطلب بعد " من نتانياهو 3 تنازلات مهمة وهي ان يوافق على وجود مستوطنات تحت السيادة الفلسطينية لا سيما ان حكومات اسرائيل لن تتمكن من اخلاء مستوطنات بعد تجربة 2005 وانه عوضا عن ذلك سيقوم بتخيير 120 الف مستوطن بالانتقال طوعا الى اسرائيل او البقاء تحت السيادة الفلسطينية . والانجاز الثاني هو territories swaps اي تبادل الاراضي . والثالث ان يجري ادخال قوات دولية ولكن بشكل مختلف عما يطلبه الفلسطينيون !!

مصادر اسرائيلية نقلت عن مصادر " سرّية " امريكية ان مواقف ابو مازن ستتغير خلال المفاوضات ، وان مجرد عودته الى اي مفاوضات سوف تؤدي حتما - مثل من سبقوه - الى ان يغيّر مواقفه" المتشددة " تجاه قضايا الحل النهائي . وخصوصا ان اقناعه بدخول قوات دولية ممكنا ، ولكن القوات الدولية ستكون الى جانب دوريات مشتركة فلسطينية اسرائيلية !!!!

وباختصار ، امريكا واسرائيل شربتا كأس العرب حتى الثمالة ، سواء قبل ثورات الفيس بوك او بعد ثورات جوجل وتويتر ، وعن مسؤول اسرائيلي كبير في اجتماع مغلق قوله ( هؤلاء العرب كانوا غافلين عن الحضارة الانسانية وفجأة اكتشفوا الفيس بوك والتويتر واكتشفوا ان قطار الحضارة قد فاتهم ، واعجبتهم فكرة الفيس بوك وهم يلعبون بها الان لكنهم سيزهقون منها سريعا ويعودوا الى تخلّفهم وسباتهم ) .

تلفزيون اسرائيل هو الوحيد القلق من التحالف الامريكي العلني الفاجر بين اسرائيل وامريكا ، وحسب تقديرات محللي التلفزيون الاسرائيلي فان المنطقة على ابواب " فوضى عارمة " في حال لم يتم تحقيق اي انجاز سياسي على صعيد القضية الفلسطينية في شهر سبتمبر ...

مسؤول امريكي كبير قال : الرئيس اوباما لم يعد القيادة الفلسطينية بدولة في سبتمبر واذا كان سلام فياض قد فهم غير ذلك فهذه مشكلتكم ، نحن لم نعد فياض باقامة دولة ولسنا مسؤولين عمّأ قاله لكم " !!!!!! وأذكر انني سألت الدكتور سلام فياض ذات يوم ألا يباغت الجمهور الفلسطيني بأية مفاجئة . فضحك وقال : اعجبني كثيرا استخدامك لمصطلح مباغتة وانا لا اريد ان أباغت الجمهور باي قرار .والاهم من ذلك ان امناء عامون للفصائل والقوى كانوا اجتمعوا في فندق جراند بارك في رام الله بحضور عبد الرحيم ملوح ومحمد المدني وحسن عصفور ونبيل قسيس وبسام الصالحي ومصطفى البرغوثي وصالح رأفت وكثيرون وناقشوا خطة فياض حينها وحذّروا من العيش في الوهم واننا سنصل الى سبتمبر 2011 بسرعة ولا نعرف حينها ماذا سنقول للجماهير ؟ والغريب اننا كصحافيين لم نصدّق الفصائل والقوى وعشنا طوباوية الحلم وفانتازيا الوعد الامريكي بكل جوانيه !

وقد لاحظت مؤخرا ان ظاهرة سيئة تنتشر بين المسؤولين والمثقفين الفلسطينيين لدى جلوسهم مع المسؤولين الاجانب والامريكيين والاسرائيليين ، وهي انهم يسارعون للبحث عن حلول بديلة للخروج من المأزق ، علما انه ليس مطلوبا من الشعب الفلسطيني البحث للولايات المتحدة واسرائيل عن حلول بديلة ، فلا داعي ان يخرج علينا اي مثقف او مسؤول ليشرح لنا اين كان الخلل في عدم قيادم دولة في سبتمبر ؟ بل نريد ان نسمع مسؤولا يقف ويقول امام الشعب : لماذا قالوا لنا ان هناك دولة في سبتمبر ؟

وارجو من السيد الرئيس وبدلا من سؤال الدول العربية المثخنة بجراح الفيس بوك ، وطعنات التويتر وجوجل ، ان يدعو الى اجتماع المجلسين الوطني والمركزي للبحث في الامر ... فنحن امام جيل كامل يحمل الغضب في صدره ، وقد اختزن طاقة كاملة لاعلان دولة في سبتمبر ، واطلاق سراح جميع الاسرى وفتح الحدود والعيش بكرامة اسوة بباقي الشعوب .والمطلوب الان اشراك الفعاليات الجماهيرية والمؤسسات المدنية واللجان الشعبية والجاليات في المهجر بالقرار التاريخي القادم . ولنبدأ الان بدراسة الاحتمالات حتى لا نباغت الجمهور باي قرار . ومهما يكون القرار القادم وبغض النظر عن تبعاته ، على الاقل سيكون قرارنا نحن ، قرار جميع الفصائل والقوى والجماهير ، ونحن سنتحمل مسؤوليته .