الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تونس أجمل وانجح ثورة عربية لان امريكا تفاجأت بها

نشر بتاريخ: 22/10/2011 ( آخر تحديث: 23/10/2011 الساعة: 21:01 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - بعد 23 عاما في الحكم قال الرئيس زين العابدين للشعب التونسي " الان فهمتكم " لكن الشعب التونسي رد عليه " نحن لا نفهمك " وفرّ هو وزوجته ، وكانت النتيجة ان يتوجه الناخبون التونسيون الى صناديق الاقتراع في أول انتخابات عامة تخرج من رحم "ربيع الثورات العربية."

ومن المقرر أن يختار الناخبون التونسيون ممثليهم في الجمعية التأسيسية الجديدة التي ستصوغ دستورا جديدا وتعين حكومة انتقالية جديدة حتى موعد إجراء انتخابات جديدة تنبثق عنها حكومة دائمة.

وفي هذه الانتخابات سيكون اول امتحان عربي ديموقراطي للاخوان المسلمين بعد الربيع العربي ومشاركتهم السلمية في الحكم ومعرفة حجومهم على نحو طبيعي بعيدا عن الاعلام الحزبي الذي يكتب ويخط ما يحلو له ، فكل حزب عربي يعتقد انه ابو الاحزاب وانه " مبدع عصره " اما الانتخابات فهي سيدة نفسها بعيدا عن المال السياسي الاجنبي ، وفي حال فاز اي حزب على الجميع تكون النتيجة تسلّم مقاليد الحكم طواعية لمدة اربع سنوات فقط ، وان كان فاز بالانتخايات فلا يعني هذا ان الجماهير اصبحت ملكا لابيه وانه قدرهم الذي لا مناص منه .

هذه الانتخابات تحظى باهتمام فلسطيني كبير فقد توجه وفد برلماني فلسطيني للمشاركة في الاشراف على الانتخابات ، وان سارت امور الوحدة الوطنية على ما يرام يمكن ان تكون انتخاباتنا في شهر يناير القادم ، اي بعد 3 اشهر . كما ان المراقبين خارج تونس والبلدان العربية الأخرى تتطلع إلى إقامة أنظمة ديمقراطية خاصة بها .

وإذا نجحت تونس فاننا جميعنا نكون نجحنا ، وقد تنسى الاجيال القادمة مشهد اعدام الرئيس صدام ومشهد اعدام القذافي وذريته وننسى مشهد محاكمة مبارك واولاده ،

ويقال ان المراة التونسية هي التي ستحسم الانتخابات هذا الموسم ، ويتصارع "العلمانيون" و" المسلمون " على صوت المراة التونسية ، وفي حال مالت كفة المرأة التونسية الى احد القطبين فان الفوز حليفه لا محالة .وطبقا لنظام التمثيل النسبي، حدد كل حزب سياسي مسبقا حجم مشاركته من خلال ترتيب مرشحيه الذين سخوضون الانتخابات في كل دائرة على أن يكون نصف المرشحين في كل قائمة من النساء.

الاحزاب التونسية تعرف ذلك ، ولهذا نرى جميع الاحزاب وعلى راسها حزب النهضة وهو حزب إسلامي قال ان حزبه سـ "يحترم الديموقراطية والحداثة"، مضيفا أنه يحاول التوصل إلى "مواءمة وتوازن بين الحداثة والإسلام".كما وعد "مساواة المرأة بالرجل وتبني مواقف أخلاقية ليبرالية". ويذكر أن تونس من أكثر الدول العربية ليبرالية إذ تشارك فيها المرأة في الحياة العامة والسياسية مشاركة كبيرة.

تونس هي نحن ، واذا لم تكن كذلك يجب ان تكون ..... وعلينا كفلسطينيين ان ندرس تجربة تونس بكل تمحيص ، لان فلسطين هي التالية في الدور ، وقريبا ما سنصطف جميعا على ابواب مراكز الاقتراع لننهي صفحة الانقسام ان شاء الله . وبغض النظر عن الحزب الذي سيفوز ، سنقول له من هنا ومن القدس : الف مبروك للفائز وسنقف معه حتى لو كان يخالف افكارنا ومعتقداتنا ، لان هذه هي الديموقراطية .