السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

برج الاسد

نشر بتاريخ: 15/11/2011 ( آخر تحديث: 16/11/2011 الساعة: 08:06 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير - مع اشتداد الاحداث في سوريا أكثر واكثر لم يعد الفلسطينيون بمنأى عن دفع الثمن ، وعلى لسان احد الاعلاميين المؤيدين للرئيس بشار الاسد ( ان جزء من قيادة حماس بدأ يلعب لعبة خطيرة اذ يراهن على الاستفادة من سقوط بشار الاسد واخذ حصته مع الاخوان المسلمين في سوريا مثلما فعل في مصر وتونس ونحن نحّذرهم ان هذا لن ينفعهم وسيدفعون ثمنا له ) . كما ان السلطة وفتح متهمة من جانب النظام السوري " بالصمت على ما يحدث وبانها رفضت التدخل لصالح النظام حين باعت دورها في رئاسة دورة الجامعة العربية لقطر التي تلعب بالربيع العربي الامريكي دور الخادم المطيع " .

وما يحدث في سوريا يتجاوز حدود الخلاف على الديموقراطية واشكال تنفيذها ، حيث بدأ النظام عملية الدفاع عن وجوده بكل شراسة ، وتجد ذلك في جميع الميادين والمدن والنواحي ، ولان الديموقراطية ليست تعني ان يقول المثقف العربي نعم لوزيرة الخارجية الامريكية وللربيع العربي الامريكي ، لا تعني أيضا ان نقول نعم لبشار الاسد .

والمشاهد التي نراها في سوريا لم تحدث في اي مكان ، حيث القتل بدافع الانتقام ، والتنكيل بالجثث ، والامر من الطرفين ، وبينما تبث مواقع وفضائيات ما يفعله الجيش السوري بالمعارضة ، تبثّ قنوات شرقية اخرى متعاطفة مع النظام مشاهد لا يصدّقها العقل عما تفعله ميليشيات مسلحة بالجنود السوريين وعمليات ذبح العشرات منهم بالسكاكين بينما اياديهم مقيدة وجزّ اعناق الجنود الشبان والقاء جثثهم في النهر بواسطة سيارات شحن او عربات نقل !!!!!!!!!

والاغرب ان تفاعلات الاحداث السورية في لبنان اسخن منها في دمشق ، وكم يكون مؤلما ان نشاهد الشتائم والضرب والتهديد في استوديوهات الحوار التلفزيوني ، وكم صار سهلا شتم قائد مثل حسن نصر الله بعدما نجح في كسر شوكة الاحتلال وحرّر وطنه ، وكم صار خطيرا ان تسمع التهديدات بقتل كل من يعارض هذا الطرف او ذاك وعلى الهواء مباشرة في وسائل الاعلام اللبنانية .

واعتقد ان الموقف ( الفاتر ) من القيادات الفلسطينية تجاه الثورات العربية هو موقف ناضج ، وموقف مسؤول ، لان ملايين الفلسطينيين في المهجر سيدفعون ثمنا باهظا لقاء اي مراهقة سياسية من اي قائد ، لان المتغيرات كبيرة ، واقليمية ودولية ، والقيادة الفلسطينية والفصائل غير قادرة على حماية الفلسطينيين في لبنان وسوريا وليبيا او اية دولة اخرى في حال اقتتل الاخوة في تلك الدول .

ولربما ان هذا الطرف او ذاك الطرف سيلقي حاليا ياللائمة على فصائلنا وقيادتنا لانها لم تقف ولم تعلن جهارا نهارا انها معه ضد اخيه ، لكن الموقف الفلسطيني الحالي هو الموقف الاسلم والاكثر ثقافة وعروبة ، ونحن قلناها ونقولها : فلسطين تجمع العرب ولا تفرقهم . وهكذا يجب ان تكون دائما بغض النظر عمن يستلم الحكم في هذا البلد او ذاك .