الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هناك الف سبب ليفشل لقاء عباس مشعل وسبب واحد لينجح

نشر بتاريخ: 18/11/2011 ( آخر تحديث: 18/11/2011 الساعة: 17:05 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير- في اللقاء المزمع بالقاهرة بين الرئيس عباس ورئيس حماس خالد مشعل، تتوفر كل فرص النجاح والتوفيق، وبعد 5 سنوات من غصة الاقتتال والخلاف والاختلاف، ادرك الطرفان ان لا مناص عن الوحدة والاتفاق، وان الابحار اكثر في الخلاف سيصل بهما الى دروب الندم.

وبما ان المنتفعين من الانقسام من كلا الطرفين انتهزوا الفرصة لاقامة مؤسسة وهمية هي "مؤسسة الانقسام" وراحوا يتحدثون عن استحالة الاتفاق، فان اللقاء القادم بعد ايام يمكن ان ينهي اوهامهم ويجعلها مجرد جزع شخصي، فالشعب الفلسطيني ليس منقسما ابدا، وانما القوى السياسية في غزة ورام الله انقسمت واختلفت خلافا يعتبر "طفرة" ويمكن السيطرة عليه قياسا مع ما يحدث في العواصم العربية الاخرى.

ورغم مرارة التجربة الماضية فقد اّن الاوان ان نستفيد منها ونعتبر من فائدتها، وخصوصا في ظل وجود قائدين على رأس فتح وحماس قادران على جسر الهوة ورأب الصدع، فالرئيس عباس وهو رئيس منظمة التحرير التي هي في الاساس حركة قومية عربية، اعلن ويعمل على ان تكون المصالحة احد اهداف حياته السياسية، ورغم الانتقادات ضده الا ان حماس تعرف انه معني بتوقيع الاتفاق وبسرعة وتنفيذ بنود المصالحة، وفي الصيف الماضي اثبت للعالم ان لديه كيمياء فلسطينية نقية وانه ورغم مبالغته في التكتيك والبراغماتية احيانا الا انه قادر على ادارة الدفة باتجاه قرار وطني مستقل وابدى استعداده ان يتوجه مع عمرو موسى ووزير خارجية تركيا اوغلو الى غزة فور توقيع المصالحة.

ومن ناحيته خالد مشعل وبصفته رئيسا لحركة حماس التي هي بالاساس حركة اسلامية، قائد ليبرالي مرن، مثقف ويملك الشخصية القيادية الكافية لاتخاذ القرار وتنفيذه على افضل وجه، وقد اثبت مشعل ورغم انه يبالغ في الاستراتيجية والدوغمائية احيانا الا انه صاحب قدرة متماسكة على ادارة الدفة وقيادة حماس نحو النمو والازدهار في بستان فلسطين وليس في اي عاصمة اخرى.

محمود عباس والذي قال في لقاء سابق مع معا الشهر الماضي انه يباهي انه عرفاتي، يعرف كيمياء الشعب الفلسطيني جيدا، وخالد مشعل تخرّج من الجامعة من كلية الفيزياء ويعرف الحسابات والمقاييس جيدا، وكلاهما مسؤول وقادر على انجاح المصالحة في ظل تعاطف مصري منقطع النظير شعبيا ورسميا.

وكيلا نقع في عوائق فنية تمنع فرحة الاتفاق على القائدين كفّ يد التظاول الاعلامي من هنا وهناك، وطمأنة ( حزب القلق ) من ان الوحدة هي مصلحة عامة وليس كابوسا على احد، وان فتح وحماس هما الكاسبتان من هذه الوحدة وان الخاسر الوحيد هو الاحتلال.

هناك الف سبب وسبب ليفشل لقاء عباس ومشعل، لكن هناك سبب واحد للنجاح وهو "التلفزيون"، أفلا يشاهد الزعماء والقادة ماذا يحدث في البلاد العربية !!!!!