الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كثرة المناشدات دليل على فشل المؤسسة وتغليب دور المسؤول

نشر بتاريخ: 07/06/2012 ( آخر تحديث: 10/06/2012 الساعة: 12:17 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - في كل يوم يزداد عدد المناشدات التي يرفعها المواطنون للقيادة ، وفي كل يوم تجد ان الناس ينشدون وسائل الاعلام ويضغطون علينا كي نعود الى المراسلات والمخاطبات للمسؤولين والوزراء وحتى لشخص رئيس الوزراء بحثا عن منجاة لهم .

ومؤخرا صارت المناشدات توجه للرئيس شخصيا ، وكأنه لا يوجد مؤسسات ومدراء ومدراء عامون او وزراء ورئيس وزراء ، وقد اتضح لاحقا ان بعض المدراء والمسؤولين بل وبعض الوزراء يحثّون المواطنين على مناشدة الرئيس والقيادة مباشرة كي يتنصّلوا من المسؤولية ، وبدلا من ان يقوم الموظف او المدير بعمله وواجبه تراه يقول للمواطن ( بدك نصيحتي روح على وكالة معا واسلخ الرئيس مناشدة بتزبط معاك ) !!!!!!!

وفي مراجعة سريعة للمناشدات التي تصل نجد مرة اخرى ان معظمها مجرد حقوق اساسية للمواطن ولا تحتاج لكل هذا الجهد والاستصناء من قبيل العلاج وتوفير الطعام وتوفير فرصة العمل بالحد الادنى او انقاذ حياة مريض او مساعدة طفل على التنفس بشكل طبيعي او الحصول على جواز سفر او رفع ظلم احد العناصر الامنية او ضابط متسيب عن المواطنين . ولو ان المؤسسات ومدراء هذه الدوائر والمحامون ومنظمات حقوق الانسان وهيئة الرقابة يقومون بواجبهم بشكل سليم لما احتاج المواطن والصحافي الى هذا الجهد للوصول الى الرئيس من اجل حل مشكلة . او من اجل ان يتدخل رئيس الوزراء شخصيا في ادخال مريض لمسشتفى لا سيما وان التأمين الصحي شبه مجاني في السلطة .

والحقيقة ان الكم الاكبر من المناشدات الانسانية يأتينا من قطاع غزة ما يشير الى احتمالين ، الاحتمال الاول ان مؤسسات قطاع غزة عاجزة فعلا عن تقديم العون للمحتاجين ، وان الدوائر والوزارات لا تستطيع القيام بواجبها تجاه مواطنيها ومراجعيها . الاحتمالا لثاني ان المواطن نفسه يستطيب ان يلعب على دائرة الانقسام ويتوجه الى رام الله بالرسائل المباشرة من اجل الحصول على اكثر من حقه واكثر مما تعطيه اللوائح والقوانين .

قبل نحو عام وفي شهر حزيران نشرت في هذه الزاوية مقالة بعنوان ( ارجو من الرئيس ان يخلع لي طاحونتي ) وجاء فيها : في كل يوم تصلنا في مكاتب الصحافة عشرات من المناشدات للسلطة والوزارات وللمسوؤلين !! وهي ظاهرة قديمة جديدة في مجتمعنا الفلسطيني .ورغم قناعتي ان هذه المناشدات لا ترقى لمستوى الاخبار او النشر ، الا اننا قررنا التعاطي مع بعض منها على أمل مساعدة المحتاجين وايصال صوتهم . ولان اكثر من نصفها يأخذ طابعا شخصيا ويرمي الى المنفعة الذاتية البحتة ، والتكسب من خلال النشر والصحافة ، فاننا قررنا ان ندرس كل حالة بحالها .

ولا ريب ان كل صاحب مناشدة يعتقد - وهو على حق - ان مشكلته اهم مشكلة في الكون ، وان السلطة او الوزارة في غزة او الضفة الغربية هي المسئولة عن مشكلته وانه مظلوم وعلى الصحافة ان تنتصر له . واحيانا ان تنتقم له . وعلينا مرة اخرى ان نكرر :

اولا :امّا ان وزارات السلطة والمحافظات لا تتابع قضايا الناس ولا تعطيها اجابات شافية ، فتبقى امور العباد معلّقة ما يفتح الابواب امام الاجتهادات والبهلوانيات والعلاقات الخاصة والمحسوبية لتسليك امور البعض منهم سواء عن طريق الصراخ او البكاء او العنترية او التذلل او التبجح او غيرها من الحيل الدفاعية .

ثانيا : ان هناك خلل في سلوك المواطن نفسه . فقد زاد الامر عن حدّه في الفترة الاخيرة وصرت ترى المواطن في غزة يتصل يشكو لنا من وزارات الحكومة المقالة وترى المواطن في الضفة يتصل بالحكومة المقالة يشكو حكومة فياض ، بهدف اللعب على وتر الخلاف والتكسب من الامر .

وللسنة الثانية على التوالي نكرر انه يجب على الوزراء ورؤوساء الوزراء والمحافظين فتح مكاتبهم يوم في الاسبوع . او يوم في الشهر للجمهور من اجل تلقي الشكاوى . وهكذا نبدأ في حل المشكلة ، وعلى المشتكي ان يشكو بصوت مرتفع وليس وشوشة او همسا حتى يعلم الحاضرون جميعا اذا كان صاحب حق ام مجرد متكسب اخر يريد ان يطمع في حق غيره .