الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء عباس ومرسي ... لزوم ما لا يلزم

نشر بتاريخ: 18/07/2012 ( آخر تحديث: 21/07/2012 الساعة: 13:53 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - رجلان مختلفان في الرؤية وفي المنهاج ، يقودان نحو هدفين مختلفين في وقت واحد ، الاول مرسي يقود مشروع الاخوان المسلمين ويحمل مصحفا وسيفين نحو سدة الحكم ولا يثق بالقوميين الليبراليين ويعتبرهم عقبة امام نهضة المجتمع ، والاخر عباس يقود نحو المشروع المدني السلمي ويعتبر فكر الاخوان فكر تقيّة وان تاريخهم حافل بالغدر والانقلاب على المواثيق !!! فهل يختلط الزيت بالماء ؟ الاجابة نعم يختلط الزيت بالماء وان المختبرات الحديثة قادرة على عمل العجائب وفرض حقائق لم تكن تخطر بالبال .

ذات يوم التقينا في برلين مع المستشار الالماني السابق هلموت كول ، ومثل أي صحافيين مستجدين رشقناه بالاسئلة العشوائية من كل صوب وكان يتلقى الاسئلة مثل حارس مرمى محترف ويردها الينا ، ومن بين الاسئلة : انك لا تحب تركيا والاتراك لا يحبونك ؟

ابتسم هلموت كول امامنا مثل ذئب عجوز وقال : في السياسة لا يوجد حب وكراهية ، ولو كانت مصلحة المانيا مع تركيا ستجدني اول من يعانق القادة الاتراك ويربت على اكتافهم ، واذا كانت مصلحة الاتراك معي فسوف تتفاجئون من حرارة الاستقبال الذي ساجده في اسطنبول !!!

ولذا ارى ان الحكم على علاقة مرسي بعباس يجب ان تكون بعيدة عن الظنون السابقة ، والسياسة لعبة اذكى الاذكياء ، رغم انه ليس محظورا على اغبى الاغبياء ان يلعبها .

وعن رئيس المخابرات المصري الاسبق امين الهويدي ان قال : السياسة غابة ، فيها اسود ونمور وقرود وتماسيح وغزلان وطيور وفيلة ومليااااااااااااااااااانة حمير .

واذا كان هناك من يعتقد ان العلاقات الشخصية ستقرر لرئيس دولة فلسطين او رئيس جمهورية مصر الاتفاقيات القادمة فهو مجرد طفل ساذج ، ولم يقرأ التاريخ بعد .

ان لقاء عباس مرسي ، قد يبدو للبعض لا لزوم له ، وقد يبدو للبعض الاخر لزاما ملزما ، في حين قد يبدو لزوم ما لا يلزم ... ولكن في النهاية ان مصلحة فلسطين وقيادات فلسطين ان تبقى مصر هي الحاضنة الام للقضية الفلسطينية ، ومن مصلحة مصر ان تبقى منظمة التحرير اكبر واقوى حركة تحرر في العالم الى جانبها وليس في عواصم اخرى . فالسلطة والحكومات مجرد شئ عابر في تاريخ الشعب الفلسطيني ولكن المنظمة هي الكنز الاكبر والاهم عالميا وتاريخيا وهي التي رفعت الحصار العربي عن مصر عام 1982 حين رسى عرفات بسفينة عزلاء هائمة في البحر على ارض المحروسة .

والتابعون سحابة الصيف الجميل والانفعالات اللحظية ، سيدركون قريبا ، كم تكذب السحب .