الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماس برج القوس وفتح برج الجدي

نشر بتاريخ: 31/12/2012 ( آخر تحديث: 05/01/2013 الساعة: 11:16 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام- في اخر يوم من ايام 2012 اريد ان اتمنى من الله ان يجعل العام القادم عام العمل، وليس عام الثرثرة والخلافات، لان الشعب الذي لا يعمل، لا يمكن ان يكون شعبا طيبا. وارجو ان تسامحوني على اي خطأ ارتكبته بقصد او من دون قصد، وان يلهمني الله الصبر والقدرة على ان احب خصومي وان لا اكره احدا. لان الكراهية سم زعاف تحطم قلب صاحبها قبل ان تؤذي الاخرين.

الشعب يريد الوحدة لكن القادة منشغلون

برغم تكافل الشارع الفلسطيني وتوحد صفوف الجماهير ابان الحرب على غزة والتوجه للامم المتحدة الا ان القيادات السياسية الفلسطينية نجحت مرة اخرى في اجهاض اجواء الوحدة وتعكير صفو الانسجام.

وفيما يبدو الشارع الفلسطيني ميالا نحو الوحدة والتعاضد عاد القادة السياسيون الى المناكفات الاعلامية بلا رحمة ما افقد الجمهور الفلسطيني الثقة بنجاح الوحدة وافقد الناس صوابهم.

انطلاقة فتح في غزة والوضع المالي لحكومة فياض وتهديد الرئيس عباس بحل السلطة ورد القيادي في حماس موسى ابو مرزوق على عباس عبر صفحته على الفيس بوك، كلها تجعل الحديث عن الوحدة الوطنية مجرد سلعة للاستهلاك الاعلامي. بل ان التنبؤ بالارصاد الجوية صار اسهل من الكتابة عن الوحدة الوطنية.

ووصل الامر حد أن قال لي احدهم: ان حماس من برج القوس وفتح من برج الجدي ولا يمكن ان يكون بينهما اي توافق!!!!!!!!

ترتيب الراتب مع الحفاظ على المراتب

لا يزال الامر عصيا على الفهم، كيف يمكن لخبير اقتصادي عالمي مثل الدكتور سلام فياض يحظى بتأييد العالم الغربي والقوى العظمى أن يعجز عن تأمين رواتب الموظفين في حكومته، فيما ينجح اسماعيل هنية وهو محاصر ومقاطع من كل العالم من توفير رواتب موظفي حكومته؟؟؟؟ الاجابات كثيرة ولكنها لم تقنع الموظف.

في بيتنا دكتاتور

لا تزال رائعة الروائي العربي احسان عبد القدوس، رواية في بيتنا رجل من اجمل القصص التي تحاكي حياة الثائر المصري ضد الطغيان. واستميح عبد القدوس عذرا في ان القول ان "في بيتنا دكتاتور". فقد تأكد لنا ان احد المسؤولين الكبار قد نسي نفسه تماما في الفترة الاخيرة، وعاد الى أمراضه السابقة وصار يتعامل مع وزارته بيد حديدية، يشتم ويلعن ويصرخ ويشخر وينخر بكل وقاحة، حد وصل الامر في احد الاجتماعات ان قال لهم: ان من يخالفني الرأي أو يرفض قائمتي سيكون مدسوسا من المخابرات الاسرائيلية!!!! وان هذا المسؤول يجبر الناس على تأييده بالصراخ والشتم ويتهم كل من يخالفه انه مدسوس. على اعتبار انه هو سعد زغلول او نابليون بونابرت مع ان كل تاريخه سلسلة من الفشل والاخطاء.

مسكين وساذج هذا. ويبدو انه لا يشاهد الاخبار في محطات التلفزة ولا يرى ماذا حدث لامثاله في مصر وتونس وليبيا واليمن، ويبدو انه لم يسمع بعد ان امثاله الان في الزنازين بتهمة الاعتداء على الرأي العام وتحقير الناس. وانا لا ألومه هو لوحده بل ألوم جميع من كان في القاعة، ولماذا لم يقف اي احد فيهم ويقول له ان يخرس ويتأدب، ويتعلم كيف يحترم الناس لان المكان الطبيعي لامثاله هو ان يجلس في زنازين اريحا ليعرف ان زمانه قد ولّى وان أمثاله لا يقودون المرحلة، وليشكر الله مرارا وتكرارا انه لا يزال خارج السجن.

مواهب ضائعة

نرى كل يوم مواهب مختلفة، في النحت والرسم والفن والغناء والادب والعلوم، ولكن الوزارات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لا تأخذ بيدهم، وان اصحاب هذه المواهب ومعظمهم في مقتبل العمر، يعانون من الاحباط واليأس.... متى يكون في فلسطين مؤسسة، ولو مؤسسة واحدة تأخذ بيد الموهوبين وتساعدهم على تخطي اول عتبات السلم؟

احتفالات العيد

علمتني مصر الكثير من الاخلاق الحميدة وحب الوطن وطيبة الناس، ومن الاشياء الجميلة في مصر وشعب مصر انهم قادرون على الاحتفال بكل شكل واي ظرف، ولا يميل الشعب المصري الى النكد او التكدّر، بل يميلون الى طيبة القلب والسؤدد، ومن اجمل الاشياء انهم قادرون على صنع اجمل شئ من لا شئ، فقد ابتكروا وجبة الكشري مما يزيد لديهم من المطبخ واصبحت من اشهر الوجبات وألذها، ولو ان مع المواطن المصري 5 جنيه فقط ( 3 شيكل) لوجدته يأخذ زوجته او خطيبته الى كورنيش النيل ويشترى الذرة ويمشي الى جانبها مثل فرعون.

لا تسألوا انفسكم كم تبقى معكم من نقود وكم ثمن الوجبة في فندق باهظ الاسعار، بل اسألوا انفسكم كل يوم اذا كنتم قادرون على الفرح.. وكل عام وانتم بألف خير.