الثلاثاء: 07/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

عزام الاحمد واسماعيل هنية نائبان للرئيس

نشر بتاريخ: 18/04/2013 ( آخر تحديث: 22/04/2013 الساعة: 08:52 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

القائد مثل الطبيب الجراح ، لا يحتاج الى مستشارين بل يحتاج الى مساعدين ، لان كثرة المستشارين تأخذ القائد الى طلاسم الطوباوية , وتجعله منفصلا عن الواقع ، ورويدا رويدا يصبح المستشار بحاجة الى مستشارين ، والمستشارون بحاجة الى بودي جاردز ، والبودي جاردز بحاجة الى مستشارين .

* لم استطع ان امنع نفسي من الضحك على الهواء حين قال لي الاخ المناضل صلاح التعمري " انا احمل صفة مستشار للرئيس لكنه لم يستشرني في اي شئ ابدا " . وكثيرا ما نرى سعادة المستشار هنا او هناك ، وفي الحقيقة فانه غالبا ما يكون هنا ، او هناك .
والحل الافضل ان يكون للقائد مساعدين لهم صلاحيات الحل والربط والحزم والجزم والقرار وتحمّل مسؤولية القرار ، لان صفة مستشار لا توحي بالحزم بقدر ما توحي بحالة من "الارتخاء" وتذكرني بزعيم القبيلة وهو يجلس في منتصف الخيمة ويقول للتابعين : ما قولكم يا ابو فلان وابو علان وابو الصبيان . فيردون بصوت واحد : اللي تشوفو يا طويل العمر .

واعتقد ان الفرصة مواتية الان ليقوم الرئيس بتعيين مساعدين حقيقيين يقودون العمل ، وخصوصا اذا كان سيتولى رئاسة الوزراء ، ولا ضير اذا يعين عزام الاحمد واسماعيل هنية مساعدين له الى حين اتمام الانتخابات , والخروج من هذه الحالة التي دوّخت الشعب وجعلت درجة حرارة الناس 39,9 مئوي ، فالناس بدأت تفقد صبرها اذ لا عمل مناسب للخريجين الجدد ، ولا رواتب كافية ، ولا افق سياسي ، ولا اعتداءات المستوطنين تتوقف ، ولا وحدة وطنية .ولا الحكومتان تكفان عن ازعاج المواطن فتارة ترفعان الضرائب وتارة تخفضان الرواتب او تقطعانها وتارة ألازمة على الجسر ومعبر رفح وكلما غضبت الحكومتان من الصحافة ترفعان اسعار السجائر !!!

* الصحافي مثل رجل الاسعاف ، يحمل المريض الى غرفة الطوارئ ويعطي تقريرا وافيا عن الحالة ، هل تعرّض المريض للدغة افعى ؟ ام دهسته سيارة ؟ ام رفصه حمار ؟ ليتسنى للطبيب انقاذ الوضع باسرع وقت قبل تدهور الحالة للاسوأ . وكلما بالغ رجل الطوارئ في وصف الحالة او تدخل وحشر انفه في الامر كلما صارت فرصة انقاذ الطبيب للمرض اصعب .

* الطبيب يعطي المريض ميزان الحرارة ليقيس درجة الحرارة داخل جسده مثلما تقوم الصحافة بقياس درجة حرارة المسؤول السياسي ، وعادة ما يضع الاطباء ميزان الحرارة في الفم وتحت اللسان من اجل قياس الحرارة ، لكن الطفل العنيد يرفض ويملأ المستشفى صراخا ما يضطر الاطباء الى وضع ميزان الحرارة شرجيا لقياس حرارته ... وانا الاحظ ان العديد من المنسؤولين يرفضون مؤخرا السماح للصحافة بقياس درجة حرارتهم وصوابية قراراتهم ، وان كثيرا من المسؤولين يرفضون مؤخرا ان يضعوا ميزان الحرارة في افواههم وتحت لسانهم !!!! ويملأون الدنيا صراخا وعنادا ، وانا اقول لهم نصيحة من اخ , وافقوا ولا تضطروا الجماهير الى البديل الاخر .