السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الدرج الكهربائي يفسد الوضوء ام لا ؟

نشر بتاريخ: 07/08/2013 ( آخر تحديث: 11/08/2013 الساعة: 16:03 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

تلفزيون من دون ريموت يتحرك باشارة من يدك ، عملية جراحية من دون جرّاح ، طائرة من دون طيار ، استنساخ وصناعة كبد وقلب ورئة وعلاج الامراض المستعصية مثل السرطان ، ان تأكل الشعوب هامبرجر من دون ان نذبح اية بقرة ، وتوفير الرفاه الكامل للشعوب والانتاج الافضل للبشرية . هذا ما يشغل شعوب العالم . فيما لا يزال العرب والمسلمون يفكرون اذا كان علاج الثالول بغسله بماء جسد جثة ميتة !!!!!!

وتدخل البشرية مرحلة التكنولوجيا الكاملة بعدما انهت مراحل الاقطاع والزراعة والصناعة الغذائية الكاملة ونصف التكنولوجيا والتكنولوجيا الثقيلة ، ولو رجعنا الى اّخر 500 اختراع غيّرت وجه البشرية لوجدنا ان الامم الاخرى هي التي انجزتها بدء من الولايات المتحدة واوروبا والصين واليابان وكوريا في اسيا ، فيما انهى الغرب والصين واسيا وكندا واستراليا وامريكا اللاتينية عمليات التطور وأنجزوا ابحاثا بالمليارات حول انواع الغواصات والصناعات النووية والقطارات الكهرومغناطيسية وثروات البحار ومعادن الكواكب . لا تزال الدول الاسلامية " الارقى " مثل تركيا وماليزيا وايران تدخل بدايات مرحلة الصناعات الصغيرة مثل النسيج وصناعة الادباغ والجاكيتات والاحذية والزجاج الملوّن . فترى المرأة الاروربية تعمل طيارة ورائدة فضاء ومخترعة للادوية وتحصل على ميداليات اولمبية في الركض واطلاق النار وترى المرأة العربية لا تزال تحمل نصف كيلو ذهب على صدرها حين تزور منزل شقيقتها !!!!

وليس من المجدي ان نقارن واقع الامة الاسلامية مع حضارة الغرب في مرحلة الديجيتال ، فمنذ العام 1995 دخل العالم بشكل كلي مرحلة غيّرت التاريخ ، ومن افضل المقالات التي نشرت مؤخرا ما كتب الفنان الاردني فيصل الزعبي وان الصراع في العالم العربي الاسلامي بات محصورا بين الدكتاتوريات الرجعية وبين التيارت الدينية المتخلفة ، وان الامر سيستمر ل30 عاما قادمة وان العرب يدفعون الان ثمن نومهم العميق بعد الحرب العالمية الثانية . فالعرب شاركوا كقتلى في الحروب العالمية لكنهم لم يستفيدوا منها شيئا ، وفيما راحت الامم تنشأ وتزدهر بعدها قفز الجنرالات بانقلابات عسكرية فوق الحكومات العربية وقتلوا المعارضة وكسروا يدي العلماء فهاجرت العقول وصار الباقون في بلاد العرب يرزحون تحت حكم المخبر ويثغون مثل الاغنام باب المسلخ .مقالة الزعبي موجعة وتحتاج الى ثقافة كي تتحملها وكي تقرأها بروح علمية وليس بغضب

لا يوجد لدي اي عداء شخصي مع الجنرالات لكنني اعتقد انهم سوف يقودون الامة الى خمسين سنة اخرى من التخلف ، ولا يوجد عندي اي خلاف شخصي مع القاعدة والحركات الاسلامية السياسية ، لكنني سيقودون الامة الى خمسمائة سنة اخرى من التخلف . وفيما يخرج الملايين من العرب في شوارع العواصم للتظاهر . انت تنظر الى وجوهم فتعرف انهم ومن كلا الطرفين يمثلون " البؤساء " الذين تعرّضوا للاهانة والذل والجوع وان غالبيتهم لا يملكون ثمن وجبة الافطار لاولادهم. هم الضحايا بينما الحكومات العسكرية والحكومات الدينية في بلاد الشام ومصر والخليج العربي والمغرب العربي هي الثابت المستفيد من كل هذا . ونظرة واحدة الى كيفية تعاطي الاعلام مع واقع العراق نعرف كم نحن " مجرمون " بحق عاصمة هارون الرشيد وكيف يمون 30 طفلا ومواطنا كل يوم بانفجارات تنفذها جهات اسلامية ضد المساجد او تنفذها جهات عسكرية ضد العساكر ورجال الشرطة المساكين الذين وقفوا لتنظيم السير في كربلاء او الاعظمية او شارع ابو النواس !!!! وان المسلمين يفجّرون اكثر من 1100 مسلم صائم في شهر رمضان لوحده !!!!!!!

الشعب الفلسطيني شعب صغير وذكي ومتفوّق ، ونستطيع ان نعفي انفسنا من دخول نفق ال30 عاما من التجربة ، وان نحسم امرنا فورا باتجاه التطور العلمي والتكنولوجيا والصناعات الصغيرة غير المكلفة وان ننمو ونتطور ونستوعب اختلاف بعضنا البعض . وان نعرف ان الدين ليس في اطلاق اللحية وارتداء العباءة ووضع زبيبة على الجبين ، وليس ان تكون عاطلا عن العمل وتتحدث عن غزوة بنو قينقاع . وانما ان يدخل العربي المسلم الى عصر الحضارة والصناعة والانتاج والحرية والابداع والتكنولوجيا ، وعلينا ان نعرف ان جامعة هيلسنكي في فنلندا تخصص نحو 50 مليون دولار سنويا للبحث العلمي ولذلك انتجب هواتف نوكيا . وان جامهة هارفرد الامريكية تبلغ ميزانيتها لوحدها 64 مليار دولار . فيما بعض الجماعات لا تزال تبحث اذا كان الدرج الكهربائي يفسد الوضوء ام لا ؟