السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ال 104 ... نسيهم قطار شاليط وكدنا نصلي عليهم صلاة الغائب

نشر بتاريخ: 13/08/2013 ( آخر تحديث: 17/08/2013 الساعة: 12:31 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في اكتوبر 2012 نشرت مقالة بعنوان شكرا حماس ، ردا على نجاح صفقة شاليط واطلاق سراح جزء من الاسرى مقابل الجندي الاسرائيلي الاسير . واليوم أقول بصوت مرتفع وعال وجرئ شكرا عباس ، شكرا صائب عريقات وشكرا محمد اشتيه ، لان هذه الدفعة من الافراجات جاءت لتصويب الاعوجاج الذي تركته صفقة شاليط . فقد جمدت دموع الامهات في احداقهن وهن ينتظرن الاسرى القدامى ، بل اننا خشينا ان يستشهد هؤلاء الاسرى في الزنازين بعد ان فاتهم قطار شاليط وتركناهم لاكثر من 20 عاما او 30 عاما في الزنازين يناجون ربّهم .

ومرة اخرى ان تشعل شمعة خير من ان تلعن الظلام الف مرة ، وان تطلق سراح اسير مؤبد واحد افضل من ان تقيم عشرات المهرجانات الصاخبة للاسرى . وان تحصل على ميدالية اولومبية واحدة افضل من تركض في مضمار السباق عشر سنوات دون ان يدري عنك العالم .

وبعد ان تنصلت الامم المتحدة من مهامها تجاه الاسرى ، فقد بات امام القيادات الفلسطينية احتمالان فقط لاطلاق سراح الاسرى ، خطف الجنود او الاتفاقات السياسية ، ولان الثورة الفلسطينية لا يوجد لها قواعد عسكرية في دول الجوار فقد فقدت امكانية ان تأسر جنود اسرائيليين كما كان يحدث في الثمانينيات ، ولولا نجاح جيش الاسلام ولجان المقاومة الشعبية وكتائب القسام في اسر الجندي شاليط ، ولولا ادارة كتائب عز الدين القسام لمهام الاسر والتفاوض لكانت اسرائيل استعادت الجندي دون اطلاق سراح اي أسير .

الزعيم عرفات اثبت ان الاتفاقات السياسية قادرة على اطلاق سراح الاسرى ، وقد نجح في خفض عدد الاسرى من 14 الف الى 750 اسير فقط في غضون 7 سنوات حتى جاءت انتفاضة الاقصى .

وقد وعد الرئيس عباس ان يسعى لاطلاق سراح 1100 اسير بعد صفقة شاليط مباشرة ليثبت للعالم انه بالامكان اطلاق سراح الاسرى من دون اراقة دماء او خطف جنود .. الان يجري اطلاق سراح 104 ، وقد بقي لنا في ذمة بنك الوعود السياسية 1000 أسير اخر .

ونحن ننتظر ، والاسرى في الزنازين ينتظرون .. ويجب ان يكون هناك شبكة امان اخلاقي بين جميع الفصائل لامتداح عملية اطلاق سراح الاسرى ، من دون تذاكي او محاولة اللعب على الكلام والتصيّد لمكاسب حزبية صغيرة وضئيلة .. قلنا ونقول شكرا لاحمد جبريل وشكرا لعرفات وشكرا لحماس وشكرا لجيش الاسلام وشكرا للجان المقاومة وشكرا لعباس وشكرا لكل قائد يطلق سراح اي أسير . ويجب ان لا يكون هناك اي تفسير اخر للكلمات .فاللحظة تستحق الصمت والاحترام . انها لحظة الحرية .