الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال 40 يوما سيوقع ابو مازن ونتانياهو على الورقة الامريكية

نشر بتاريخ: 06/01/2014 ( آخر تحديث: 09/01/2014 الساعة: 15:21 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

ان الشعب الفلسطيني وقياداته متمسكة بالثوابت ولا همّ لها سوى انهاء الاحتلال وقيام الدولة وعاصمتها القدس، كما ان الرئاسة متمسكة بالجهود الامريكية والدولية لاحلال السلام ووقف العنف, وهي عناوين عامة لكنها هامّة .

وانني اعتذر عن التشبيه , لكن المفاوضات تسير مثل مباحثات المصالحة بين فتح وحماس، ولم يتفق الطرفان سوى على الخلاف . وقال الطرفان لن يختلط الزيت بالماء . فهل يختلط الزيت بالماء ؟

ولذلك وبعد أن فشلت مصر وقطر في تبريد الرؤوس الحامية داخل حماس وفتح بالمصالحة جرى صياغة ورقة " مصالحة " تحافظ على الخلافات بين الطرفين وتدعو لانتخابات برلمانية ورئاسية تحدد من يستلم السلطة ومن يخرج منها الى المعارضة .

اما مع اسرائيل فالامر أكثر تعقيدا ، لان احزاب اسرائيلية حاكمة لا تريد الاتفاق مع منظمة التحرير وتدعو الى فرض سياسة الامر الواقع والعودة الى خطة شارون بالانفصال احادي الجانب، وان تنسحب اسرائيل من المناطق التي تحدّدها هي وتبقى في الاماكن التي تريدها هي وليضرب الفلسطينيون رأسهم بالجدار .

فيما يرى الفلسطينيون انهم غير مضطرين للتنازل عن سنتم واحد اكثر مما تنازلوا وان المقاومة الفلسطينية ستبقى مستمرة وان شبح الانتفاضة سيبقى يطارد كل اسرائيلي واذا لم يعجب ذلك اليهود والمستوطنين فليشربوا من البحر الميت .

كيري استلهم وتعلّم من تجربة المخابرات المصرية في المصالحة ، ويطرح الان ورقة من تسع نقاط جرى نشرها، ولا يمانع اذا كتب كل طرف تحفظاته على هذه الورقة . ولكن المهم ان يوقّع على ورقة لحل الصراع . ومن المتوقع بعد عناد شديد ان يجري فعلا توقيع الورقة في غضون الشهر القادم، مع تحفظ الفلسطينيين على مصطلح الدولة اليهودية وتحفظ اسرائيل على انسحاب جيشها من غور الاردن والقدس .

ابو مازن حاول تكرار تجربة ابو عمار خلال كامب ديفيد وطلب حماية عربية لاي اتفاق . ورمى كرة النار الى السعودية والاردن وطلب موافقة الرياض وعمان على اي صيغة يجري بحثها ، لكن الرياض وعمان ردّتا كرة النار الى رام الله وابلغتا كيري : نحن سنوافق على ما يوافق عليه ابو مازن . مع دعم الدولتين الكامل للقيادة الفلسطينية ولجهود السلام .

كيري تحدّت لنتنياهو عن مستقبل الاجيال وتطور التكنولوجيا ، فيما تحدّت نتانياهو عن حجارة عمرها 4000 سنة في القدس يقول اليهود انها تعود لليهود . والاميريكيون لا يفهمون ابدا هذه اللغة ولا يقبلونها ، ولو انهم يقبلون بها , لوجب ان تعود ملكية كل القارة الامريكية الى الهنود الحمر .