الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تعديل وزاري قادم

نشر بتاريخ: 01/03/2014 ( آخر تحديث: 04/03/2014 الساعة: 14:15 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

تؤكد المصادر " ذات الصلة " ان الدكتور رامي الحمد الله سيقوم خلال الاسبوع القادم باجراء تعديل وزاري واسع على حكومته القائمة منذ تسعة أشهر , بهدف تكريس رؤيته الحكومية القائمة على اساس الضبط والربط الحكومي وتقنين الصرف وتشجيع المدخلات لمصلحة تحقيق الشعار السياسي الذي يرفعه الرئيس ابو مازن والقائم على اساس انتزاع الحقوق الوطنية الفلسطينية واقامة دولة على اساس قرارات الامم المتحدة بأسرع وقت .

وفي مقالة سابقة حاولت المقارنة بين حكومات فياض التي استمرت نحو سبع سنوات وبين حكومة الحمد الله التي لم تكمل عامها الاول بعد ، ومن وجهة نظري ان د. رامي الحمد الله تولى في الاشهر الماضية رئاسة الحكومة , لكنه لم يختر وزراءه كما أراد . ما يترك انطباعا مؤقتا ان رئيس الوزراء يشتغل بأدوات لم يخترها ويعمل مع وزراء لم يقم هو باختيارهم ، وقد راج مؤخرا الحديث عن خلافات واختلافات في الرؤية بين عدد من الوزراء وبين رئيس الوزراء ، وهي ظاهرة صحية تعكس اختلافات من اجل المصلحة العامة وليست من اجل المصالح الذاتية .

الحمد الله رغب منذ توليه رئاسة الحكومة في تغيير شامل للحكومة وسياستها وادارتها ويحاول جاهدا خلق التوازن المرغوب الذي يتماهى مع توجهات القيادة والشعب ، وليس سرا انه رغب في تغيير 17 وزيرا على الاقل - اي معظم وزراء حكومته وطلب ان تسمح له القيادة باختيار الوزراء الذين يعتقد هو انهم قادرون على تحقيق سياسة الحكومة التي يريد وهو حق من حقوقه ، لكن النظام السياسي الفلسطيني ليس نظام رئيس وزراء وانما نظام رئاسي ، وعلى الدكتور حمد الله ان يعرف مثله من سبقوه كفياض واسماعيل هنية انه لن يحكم الامن والاعلام والخارجية والمال سوى بالتشاور مع مؤسسة الرئاسة والا اتهمه خصومه انه يقوم بانقلاب كما سبق واتهم فياض .

ماذا تريد القيادة ؟ وماذا يريد الشعب ؟

القيادة تريد حكومة ناجحة في خلق التوازنات ، والتوازن هو كلمة السر في المعادلة قبل تطبيق القانون لان اي قانون فيه عوار , ولا يمكن قيادة حكومة في ارض محتلة من دون هوامش واسعة لقطاعات من المعذبين والمتضررين والبؤساء تحت الاحتلال بسيادة القانون وحده .

والشعب لا يطلب لبن العصفور ولا يطلب من اي وزير ان يكون " ابو زيد الهلالي " وانما يطلب مصارحة ووضوح وشفافية في العلاقة ، والاهم يطلب عدالة في التوزيع وتوازن في الاداء ويحتاج من يسمعه ويفهمه و"يحاول" مساعدته .. ويقوده الى شعار واضح ومتفق عليه . فالحكومات في الغرب والشرق وفي كل العالم لا تختلف عن حكوماتنا ، وان كنا نعتقد احيانا اننا مختلفون واننا استثناء ... ومن اقوال برنارد شو : من يعاني من ألم في أسنانه يعتقد أن كل من لديه أسنان سليمة سعيد.