الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"استروا علينا... من شان النبي"

نشر بتاريخ: 20/03/2014 ( آخر تحديث: 23/03/2014 الساعة: 14:03 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

مرّت علينا فترة، كان المواطن العربي خلالها يعرف اسماء القادة والزعماء والملوك اكثر مما يعرف اسماء اولاده واخوانه، ولكن وفي السنوات الثلاث الماضية تبدّل الحال وانقلب الحكم في معظم الدول لدرجة صار الواحد فينا يحتاج الى برهة للتفكير قبل الاجابة عن اسماء الزعماء العرب!!

ولو سألنا مواطن في جنوب السودان عن اسم رئيس اليمن لما عرف الاجابة، ولو سألنا مواطن في الزرقا او رام الله او أسوان او الدمام عن اسم رئيس جزر القمر او لبنان او اليمن او تونس او الصومال او جيبوتي وموريتانيا لما عرف، فهل هذا تغيير ايجابي ام سلبي؟

ذات يوم كنا في هنغاريا وكان هناك شاب يجلس مع اصدقائه في كافتيريا ويضحك معهم ويلعب البلياردو، وقد شعرنا بالصدمة حين قال لنا المضيف ان هذا الرجل في الاربعينيات من العمر والذي يضحك ويلهو مع اصدقائه انما هو رئيس هنغاريا السابق، وقد انهى وظيفته قبل سنتين ويعيش حياة جميلة وهادئة ويمشي في الشوارع ويزور اصدقاءه بكل سرور. وأكاد اجزم ان معظم الكتاب والصحافيين العرب لا يعرفون اسم رئيس سويسرا وهل هو رجل ام امرأة؟

وفي بلادنا تظهر صور الزعيم في كل مكان وفي كل زمان، في مقر الداخلية وفي دائرة السير وفي مكتب الداخلية وحتى في المراقص والبارات وفي بيوت الله، وكلما نعمل على تضخيم القائد يكون غيابه اكبر، فصور الرئيس التونسي زين العابدين كانت تمتاز بكبر حجمها ولونها الاحمر، ولكن غيابه كان صادما. والزعيم القذافي خرج من التاريخ بطريقة لا يمكن ان ننساه فيها.

الزعماء والقادة والملوك والرؤساء العرب سيجتمعون في الكويت خلال الايام القادمة في اطار القمة العربية رقم 25، وتحت شعار "التضمان من أجل مستقبل أفضل"... وهو شعار يصلح لدول الاتحاد الاوروبي اكثر مما يصلح للعالم العربي، ولا أعرف كيف اختارت جامعة الدول العربية هذا الشعار، فلا يوجد أساسا تضامن عربي ولا نعرف كيف يكون المستقبل افضل، ولو اننا متفقون على تعريف ما هو افضل لكنا نتضامن لتحقيق ذلك.

وانا اقترح ان يكون شعار القمة العربية في الكويت: "استر علينا يا صباح، خصيمك النبي".