الإثنين: 06/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

مات الكلام

نشر بتاريخ: 23/07/2014 ( آخر تحديث: 27/07/2014 الساعة: 17:45 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

اليمين المتطرف شنق نفسه وشنق اسرائيل ، ولم تكن اسرائيل في خطر الزوال الحقيقي مثلما هي الان ، وقد نجح اليمين اليهودي الارهابي المتطرف في اختصار الزمن واستعجال الحقيقة التاريخية التي تؤكد زوال الاحتلال مهما طال الزمن ، وان المتطرفين اليهود اعتلوا سدة الحكم في تل ابيب ونفذوا عملية مسح دماغ للمجتمع الاسرائيلي الذي صار يقبل هتاف " الموت للعرب " باعتباره حقيقة مسلم بها . وهو امر يشبه في شدة غبائه ان يذهب رجل ابيض الى افريقيا ويهتف " الموت للسود الافارقة " . وحين مات نلسون مانديلا صرخ مئات الاف المشيعين ضد اسرائيل ، وهتف الملايين من الافارقة واللاتينيين والاوروبيين عاشت فلسطين .

حاولت السلطة ان تراهن على اخلاق الولايات المتحدة الامريكية ، وحاول الليبراليون العرب اقناع انفسهم انه لا يزال في اسرائيل ، يسار قادر على الفوز بالحكم وصنع السلام . ولكن اليمين اليهودي الارهابي اكتسح وسيطر تماما على الحكم والوزارات ووسائل الاعلام والبلديات ومحطات التلفزة والسفارات والجيش فاصبح الاصطدام محتوما .

ومثلما يفعل اي احتلال تقترب نهايته ، زادت اسرائيل من بطشها واستخدمت القوة المفرطة في الرد على احتجاجات العرب ، حتى بلغ الامر تغيير اسماء المدن والشوارع والبلدات ، وقهر العرب ومنعهم من استخدام المطارات والموانئ والشوارع فدخلت في ابارتهايد شديد العنصرية يجمع المراقبون انه اشد واسوأ من ابارتهايد جنوب افريقيا فقد شهد الشهر الماضي وجود مئات الاف الجنود والمجندات على الفيس بوك يدعون الى قتل اطفال الخليل وهي القشة التي قصمت ظهر البعير . ما يعني استعجال المعركة وطلب النتيجة فورا . وقد حصلت اسرائيل على النتيجة فورا .


غباء الاحتلال لا يمكن وصفه ، ولم تقرأ اسرائيل الاشارات الدالّة على اقتراب لحظة الانفجار . فجنازة عرفات كانت اهم من جنازة قادة العصر كله ، وحمل المتظاهرون الهيلوكبتر ، اما جنازة شارون فلم يحضرها سوى 34 نفرا في مزرعة الاغنام والجواميس في النقب .

وهبطت اسرائيل في مستنقع العنصرية ، وصارت تريد تحويل الاحتلال الى احلال ، والتمييز العنصري الى تطهير ، فحاربت ابو مازن المسالم وأفشلت سلام فياض وقمعت الغني والفقير والمسيحي والمسلم ومنعت الصلاة لمن هو تحت الخمسين عاما ( هو الجيل الذي يصنع اي ثورة ) ، وتحوّلت المفاوضات الى اداة قهر ، وانتشر الارهابيون اليهود أمثال ايتمار بن جبير وزبانية كاهانا في شوارع الخليل ورفعوا صور المجرم باروخ غولدشتاين ، ودعا ليبرمان الى طرد العرب وسعى وزير الاستيطان اوري ارئيل ومعه الوزير نفتالي بينيت الى الادلاء بتصريحات تجعل الدماء تغلي في عروق شباب فلسطين . وقامت اسرائيل الشهر الماضي باهانة السلطة واجهزتها الامنية واحتلت المدن وداست على كرامة الجميع . وعرف القاصي والداني انه لا بدّ من جيش دفاع فلسطيني ، ولا بدّمن كتائب ، ولا بدّ من سرايا ولا بدّ من اجنحة عسكرية ولا بد من قسّام .

ومات الكلام .