الأحد: 05/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل بدأت الحرب الدينية - معركة الوجود وحرس الحدود

نشر بتاريخ: 05/11/2014 ( آخر تحديث: 09/11/2014 الساعة: 00:32 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

عاش الصراع العربي الاسرائيلي عشرات السنين في مرحلة صراح الوجود ، تكون او لا تكون . حتى أقدم الزعيم ياسر عرفات على خطوة مؤلمة وجبارة ووقع اتفاقية اوسلو التي نقلت الصراع من صراع وجود الى صراع حدود . ولم يعد الحديث عن صراع البقاء وانما صار حول مناطق الف وحدود القدس ، وحين اقدم شارون على قتل عرفات بالسم النووي لم يعرف حينها انه قتل صراع الحدود واعاد المعارك بشكل تلقائي الى صراع وجود قاس ودموي ومؤلم قد يستمر لمئة عام او الف عام اخرى .

كما ان اصرار نتانياهو على طلب دولة يهودية زاد الطين بلة ، فعدد اليهود في الشرق الاوسط لا يتجاوز عددهم 5 مليون نسمة ، ونشأ على الفور دولة الاسلام داعش وبدأت الدماء تغلي في العروق .

الثالثة الاقوى كان اللعب الصبياني من احزاب صهيونية صغيرة بملف المسجد الاقصى ، سياسيون حمقى يبحثون عن عناوين في الصحف الصفراء عبثوا ببرميل البارود الاكثر فتكا وهو المسجد الاقصى ، ولغاية الان لا تدرك حكومة اسرائيل ان حرب عالمية حقيقية قد تنشأ بسبب جنون الايديولوجيا عند عدد من الحاخامات ووزراء اسرائيليون من الدرجة الثالثة لا قيمة ثقافية لهم سوى ان عضو الكنيست ميري ريجيف ترقص لهم على طاولة الصراع الديني وهم لا يعرفون معنى ذلك ابدأ . ولا يعرفون ان نار الحرب الدينية ستحرقهم وتحرقنا وتحرق كل المنطقة وتغطي الشوارع بالدم والموت والدموع والاسى لسنوات قادمة .

ان ما يفعله حرس الحدود الاسرائيلي في القدس لا يرقى الى مستوى الحديث ، فحرس الحدود مجرد كشافة في عالم العسكرتاريا ، انهم مجموعة من الكشافة المختالين بلباسهم ونظاراتهم الشمسية يصلحون لتنظيم حفلة للمثليين الجنسيين لا أكثر . لم نشاهدهم في الشجاعية ولا في بنت جبيل ، فهم يصلحون لعمل عرض ملابس داخلية للجنود الحقيقيين وليس ان يقاتلوا في ساحات الوغى والموت الزؤام . كما ان تنكيلهم بأطفال القدس ونساء وطلبة وعمال القدس والمدنيين من أمثالنا على الحواجز وامام المستشفيات لن يمنح اسرائيل الامن ولا الامأن . فكلما زاد القمع كلما فقد الجمهور الاكتراث .

لا تزال الفرصة سانحة امام اسرائيل للتراجع عن حرب دينية ، ولا تزال الفرصة سانحة لوقف حرب مجنونة قادمة بدأت تلوح في الافق ، لن تقف عند القدس وستطال ان اجلا او عاجلا غزة ورام الله وعكا و الاردن ومصر وايران وسوريا وحتى الخليج واندونيسيا وامريكا واوروبا ... ومن اعتقد ان حرب غزة الاخيرة كانت الاقسى ربما عليه ان يعيد حساباته لما سيحدث ان وقعت الواقعة .