الإثنين: 29/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

التعديل الحكومي سيجري من دون استشارة الشعب

نشر بتاريخ: 09/06/2015 ( آخر تحديث: 09/06/2015 الساعة: 12:43 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في زيارتي الاخيرة لالمانيا وقفت عند مطار قديم وهو اول مطار في العاصمة ( مطار تيمبل هوف )، قررت الحكومة اغلاقه والتصرف بالمساحات الكبيرة التي يقع عليها، ولكن قبل ذلك طرحت الحكومة والبلدية الامر للتصويت ومشاركة الجمهور، ونشرت اعلانات كافية بذلك. وبالفعل جرى مشاركة الجمهور بشكل كامل في الامر باعتباره هو صاحب القضية وليس رئيس البلدية او المسؤول، وان هذه مدينتهم وهذا مطارهم وهم الذين سيقررون أمره. او على الاقل سيشاركون في قراره.

افكار عدة طرحت امام الجمهور الألماني منها اقامة ستاد كبير للرياضة، ومنها محلات تجارية ومولات، ومنها افكار تخطر او لا تخطر على بال احد، وجرى عرض الامر في فترة زمنية مريحة وكافية ليقرر الجمهور، وبعد 3 مراحل من الاستفتاء للجمهور قررت الحكومة الالمانية احترام رأي الجمهور وان يكون في ارض المطار حدائق عامة للجمهور لحفلات الشوي والرحلات العائلية اما المباني فتم اعتبارها مباني محمية للاثار يمنع هدمها اما المباني الجديدة فصارت اماكن لعرض الازياء والتراث. وجميع الاماكن المذكور مفتوحة امام الجمهور. اما مدرجات الطائرات فتم تخصيصها لسباقات الدراجات الهوائية للاطفال فيما جزء من المباني تم تخصيصه للجامعات والطلبة لمعرفة تاريخ المطار وتاريخ ألمانيا.

حكومات الانظمة ( وصارت مثلها الفصائل الوطنية ومنظمات العمل الديموقراطي والمنظمات الأهلية والشركات ومنظمات حقوق الانسان والبلديات والجامعات وحتى العائلات ونوادي الشباب ) كلها تفعل ما يحلو لمديرها من رأسه ومن دون استشارة الجمهور ما يخلق ازمات متلاحقة، وينتج عن ذلك سيطرة حزب مهيمن وفي داخل نفس الحزب ينشأ فرد مهيمن، فالسلطة وحزب السلطة يفعل ما يشاء بأي شيء ومن دون استشارة احد، ومثلها حماس فعلت كل شيء من دون استشارة احد. يفعلون الحرب والسلام والمصالحة والمخاصمة والهدنة والتصعيد من دون استمزاج رأي الجمهور. وهي صفة لازمة لكل الحكومات الفاشلة المهيمنة التي لا تحترم الجمهور بشيء. ومثل ذلك مجلس الامن والفيفا ومعبر رفح والعمليات الارتجالية واطلاق الصواريخ او منع اطلاق الصواريخ أوالغاء وزارة الشباب والرياضة ارتجاليا او استعادتها قريبا.

الكتابة أكثر لن تغني الموضوع، لان الفكرة هي استشارة الناس، والمسؤول في بلادنا يتعلم كيف يحلم لوحده ويخطط لوحده ويقرر لوحده ويفشل لوحده وبنتيجة طبيعية هو يسقط لوحده.

 
فقط لو تقوم الحكومات والاحزاب بالتجربة وان تستشير الجمهور. ماذا ستخسر !!!!