الأحد: 28/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كابينيت الانتفاضة ..

نشر بتاريخ: 14/10/2015 ( آخر تحديث: 14/10/2015 الساعة: 15:50 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

رغم كل الامكانات التي تملكها المخابرات الاسرائيلية في القدس ، ومئات كاميرات المراقبة والعسس والجندرمة ، هناك جهة تقود الانتفاضة وهي جهة غير حزبية وانما تعمل من اجل فلسطين ومن اجل قضية كبيرة ، وأعضاء هذا الكابينيت هم في الواقع لا يكشفون عن انفسهم ولا يجتمعون ولا يتحدثون عبر الهاتف ، ولا ينكشفون لبعضهم البعض وانما يتخاطرون ( تخاطر أفكار ) ويتناغمون ويتباحثون ويقررون ويكون قرارهم نافذا .

اصدقائي في القدس يؤكدون لي ان المخابرات الاسرائيلية اعتقدت في البداية انهم من التنظيمات او من السلطة ولكن سرعان ما اتضح لهم خطأ تفكيرهم ، ثم اعتقدوا انهم من حزب التحرير الاسلامي او الاخوان المسلمين واتضح عكس ذلك ، ثم ظنوا انهم من المرابطين فاقتحموا بمساعدة مئات الجنود والكومانذوز المسجد الاقصى وكسروا أبواب ونوافذ المسجد القبلي لاعتقالهم او طردهم من الاقصى ، ثم اتضح انهم بهذه الخطة ارتكبوا خطأ كبيرا حيث اتسعت رقعة المواجهة وانتقلت الاحداث من المسجد الاقصى الى القدس الغربية والى النقب والجليل والمثلث والى كل مدينة وقرية .
ولغاية الان لا تعرف المخابرات الاسرائيلية من يقود الانتفاضة على الارض ، من هو الكابينيت الذي يصدر الاوامر والتوجيهات . وقد اخضع الاسرائيليون طوال الاسبوعين الماضيين الرئيس ابو مازن ومكتبه ومستشاريه والهواتف واجهزة الامن والمحافظين والوزراء والحكومة والبنوك ومواقع التواصل الاجتماعي لرقابة استخباراتية لصيقة ، دون جدوى . ولم يعثروا على اي قائد ولا اي " محرض " ولا الجهة التي تصدر الاوامر .
كيف يخرج الناس ؟ وكيف يقرر منفذو العمليات اهدافهم ؟ وكيف تتوزع الادوار ؟ وفي هذا المجال يقول احد المحللين العسكريين الاسرائيليين ان المخابرات الاسرائيلية عجزت ولا تستطيع ان تعرف شيئا ، لان المنفذون أنفسهم لا يعرفون . بحسب وجهة نظره . ويواصل القول ان تلميذة المدرسة مرح البكري أفاقت في الصباح وأخذت حقيبتها وتوجهت للمدرسة وأتمت يوم تعليمي عادي ، وان الحادثة وقت معها وهي في طريق العودة ، ما يؤكد انها هي نفسها لم تكن تعرف ان هذا سيحدث معها ، فكيف يمكن للمخابرات الاسرائيلية ان تعرف ذلك !!!
يبدو  ان الانتفاضة الحالية مختلفة تماما عن انتفاضة الحجارة وانتفاضة القدس ، فهي تملك أدوات جديدة ، واهداف جديدة ، وشعارات جديدة ، وقيادة جديدة ، وكثافة جديدة ، والاهم مناطق جديدة وأجيال جديدة .
قد تتشكل من الفصائل الفلسطينية قيادة موحدة ، لكن هذه القيادة مثلنا جميعا ستضطر ان تأخذ الاوامر وتعيد توزيعها ... فالقيادة بيد كابينيت سري فاعل لا أحد يعرفه ، ولا يبدو ان أحدا سيعرفه في الاشهر القادمة .