الإثنين: 20/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

2016 عام تغيير القيادة ورفع الحصار عن غزة وتدويل القدس

نشر بتاريخ: 28/12/2015 ( آخر تحديث: 28/12/2015 الساعة: 15:24 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

عاشت القضية الفلسطينية عدة مراحل من الثورة ، مرحلة النشأة ، ومرحلة القتال ، ومرحلة المفاوضات ( لم تعش مرحلة السلام بعد ) . والقادة الذين فجّروا الثورة وأسسوا النشأة طوال عشرين عاما من الاربعينيات وحتى الستينيات ، هم بمعظمهم من خاضوا القتال المشرف والمعارك المحتدمة ضد الاحتلال طوال السبعينيات والثمانينيات ، وهم انفسهم الذين خاضوا المفاوضات خلال التسعينيات والعقد المنصرم .
ويبدو ان العام 2016 سيكون عام التقاعد لاسباب صحية وليس لاية أسباب اخرى ، فمعظم هؤلاء الرموز والقادة ( الاّباء ) لم تعد اجسادهم تتحمل ضغط العمل اليومي والمناورة ، ولا يمكن ان نتصوّر ايا منهم من دون كيس دواء بجانيه لمساعدته على الصمود .. ونستطيع اليوم ان نقول لهم بوركتم وسلّمت اياديكم وعقولكم ، كنتم ثوارا وقادة عظام وقد كفّيتم وأوفيتم لفلسطين حقها ما استطعتم .. وان شاء الله يكون جيل القيادة الجديد قادر على حمل الامانة واستكمال المسيرة . وعلينا ان نحترم نضالاتهم وما قدّموه ونشكرهم ، ونكرّمهم وان لا نكون مثل بعض الشعوب التي عبدت الاصنام وصنعتها من تمر ، ولكنها حين جاعت أكلتها وشتمتها ، بل يجب ان نتحدث عنهم وعن سيرتهم بكل فخر وشرف ثوري ووفاء . وبعد ستين عاما على عطاء هؤلاء القادة ( الصف الاول بلغ ثمانين عاما من العمر ) على الجيل التالي ان يعاهد الله والوطن ان يستكمل مرحلة التحرير والاستقلال .

من زاوية اخرى انني ارى ان حصار غزة ( الذي بدأ عمليا في العام 2003 ) لا يمكن ان يستمر لآكثر من هذا ، وان المعايير الدولية والانسانية ( وربما الخجل ) سيدفع الدول العربية والاسلامية ان تخجل من نفسها وان تعمل على فك الحصار عن غزة ومنح هذا الشعب حقه في الاتصال والتواصل مع العالم بكل حضارية ، وسواء كانت حكومة الوفاق او حكومة حماس او سلطان الباب العالي او البيت الابيض ام البيت الاسود يحكم ما يحكم في قطاع غزة . الا ان اسرائيل لا يمكن لها ان تستمر بمحاصرة شعب غزة من دون عودة الحروب مرة اخرى وان تركع تل ابيب مرة اخرى لصواريخ المقاومة ، وان وجود ميناء ومطار في غزة بات امرا ملحا ولا يمكن من دون ذلك ان تستقر كل المنطقة . وبعض النظر عن اطراف الاتفاق القادم او شكله الا ان النتيجة باتت واضحة : اما حرب مجنونة تحرق كل شئ واما رفع الحصار عن غزة .


اما القدس فقد ساهمت الانتفاضة الراهنة في ايضاح الامر للاحزاب الصهوينية ، وان الاحياء العربية ستبقى عربية الى الابد ، وان محاولة اسرائيل تهويد القدس مجرد خطة خرقاء من مسؤولين أغبياء في تل ابيب ، والحل الوحيد هو اطلاق شعب القدس نحو حريته ومقدساته ، وكيانه . وسواء تم ذلك بالاتفاق مع الاردن او السلطة او اردوغان او جاكي شان فهذا لم يعد مهما ، وقد ولّى الزمان الذي يهتم فيه الشعب الفلسطيني باسماء القادة والدول والحكومات والمسؤولين ، والمهم ان يرفع الاحتلال ظلمه عن القدس وشوارعها وان يتوقف سجن العاصمة داخل جدار اسمنتي وان يسمح لها بالانفتاح على العالم كله ، وفي اللحظة التي يستطيع اي مواطن عربي من بغداد او الجززائر او الرياض ان يقود سيارته الى القدس ويصلي فيها وياكل في مطاعمها . حين ذلك يعم السلام وتنتهي الحروب . اما دون ذلك فان انتهاء الصراع من ضروب المستحيل ولو قتل مليون عربي ومليون يهودي اخر على بلاطها .

الضفة الغربية انتظرت سبعين عاما ان يصحو ضمير العالم ولكنه لا يزال تحت تأثير المخدر الامريكي والصهويني ، ويبدو انها لن تنتظر اكثر ، ولن يقبل اهلها ان يكونوا مجرد جيران مستسلمين للارهابيين اليهود في المستوطنات ، وفي حال لا تريد اسرائيل حل الدولتين ، فان عليها خلال العام 2016 ان تطرح الحل الاخر . من دون المراهنة على استبدال القيادة الفلسطينية بقيادة عربية .
وقد نسينا ان نقول في الفقرة الاولى : ان اسرائيل المستاءة من القيادة الفلسطينية الحالية ستبكي على هذه الايام حين ترى القيادة الفلسطينية الجديدة والجيل الجديد اذا لم تسارع هي وتنسحب من الاراضي الفلسطينية سواء باتفاق او من دون اتفاق .