السبت: 25/05/2024 بتوقيت القدس الشريف

هجوم البقعة ... المهاجرون والانصار

نشر بتاريخ: 06/06/2016 ( آخر تحديث: 06/06/2016 الساعة: 17:12 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

سارعت الرئاسة الفلسطينية ، وحكومة التوافق الوطني في رام الله الى شجب العمل الارهابي ضد ثكنة للمخابرات الاردنية في مخيم البقعة ( البقعة من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الاردن ويصل عدد سكانه الى 220 الف نسمة ) .  واعتبرت القيادة الفلسطينية العملية بأنها عمل وحشي .
الفلسطينيون في الارض المحتلة فهموا الرسالة بسرعة ، وان العابثين بالأمن القومي الفلسطيني يريدون زج مخيمات اللاجئين في الخارج الى أتّون المعادلة الايديولوجية الشمولية ، وان تصل النار الى فلسطينيي الاردن كما وصلت من قبل سكان مخيم اليرموك في دمشق وعين الحلوة في صيدا .

ان القيادة الفلسطينية ، وجماهير الارض المحتلة حسمت قراراها منذ 2010 ان تدافع عن الامن القومي للفلسطينيين في جميع انحاء العالم والوطن العربي من خلال موقف سياسي ناضج وواع ومسؤول ، ولن تستطيع هذه المجموعات ان تصطاد في مربعات الايديولوجية المبهمة والمسمومة ، لان الفلسطينيين دفعوا أثمانا باهظة لأفكار جامحة أخذتها مجموعات مجنونة في عدة دول والان لن يعودوا القهقرى ولن يسمحوا لهذه المجموعات ان تستثمر في بورصة الدم الفلسطيني مرة اخرى للحصول على " خبطة صحفية " هنا ، او "خبر عاجل"  هناك .
الاردن مكّنت الفلسطينيين وملّكتهم واعطتهم حق المساواة في العيش والعمل والوظيفة والطموح والمدارس والجامعات ، وهذا ملف لن يعود الى النقاش العام مرة اخرى ، ومقارنة مع دول الجدار فان لسان الفلسطينيين يقول للحكومة الاردنية : شكرا على الاخوّة وشكرا على الثقة وشكرا على المساواة فقد نجحت تجربة المهاجرين والانصار مرة اخرى .
هناك 600 الف فلسطيني في السعودية لم نعبث ولن نسمح لاحد ان يعبث بمصيرهم ولقمة عيشهم على هامش حرب اليمن ، وهناك ملايين الفلسطينيين في لبنان وسوريا وليبيا والعراق وباقي الدول العربية . لاجئون وموظفون يقفون طوابيرا بانتظار لحظة العودة لفلسطين . ونحن لا نخجل ، ولن نخجل ان نقول لمن يحاول ان يستخدم المخيمات كملعب للترف الايديولوجي والفكر الارهابي انه مجرم بحق نفسه وبحق الفلسطينيين ويطلق عليه في علم الاجتماع لقب ( كاره نفسه ) .
كما ان سكان الارض المحتلة يقفون الان صفا واحدا ضد ليبرمان وحكومة الارهاب اليهودي التي تحاول طرد سكان المثلث وعرب 48 وترفض الاعتراف بيهودية الدولة ومخططات ليبرمان تهجير الفلسطيين الى الاردن . فانهم سيقفون ضد من يحاول العبث بامن الفلسطينيين في مخيمات لبنان وسوريا والاردن ، ولن نسمح بذبح أهلنا واراقة دم اخوتنا الاردنيين لصالح " أمير هارب من المدرسة " او " خليفة تحرّكه المخابرات الدولية " ..