السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ألانتخابات المحلية ألقادمة بين إنفراج وتعقيد ألمشهد الفلسطيني!

نشر بتاريخ: 01/09/2016 ( آخر تحديث: 01/09/2016 الساعة: 10:23 )

الكاتب: عقل أبو قرع

مع أنتهاء فترة تقديم المرشحين واللوائح الانتخابية للانتخابات المحلية، بات من الواضح وجود زخم غير متوقع فيما يتعلق بهذه الانتخابات، سواء من حيث أعداد ونوعية المرشحين واللوائح الانتخابية، او من حيث تأكيد كافة القوى السياسية الفلسطينية على أهمية هذه الانتخابات وبالتالي المشاركة فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، أو من حيث مواصلة تأكيد الجهات ألرسمية على أهمية هذه الانتخابات، وبالتالي توفير كافة ألاجواء والظروف من أجل انجازها ونجاحها وبالتالي التعبير وبصدق عن أراء الناس ومواقفهم.

ولكن وفي ظل واقع الوضع الفلسطيني العام والمعقد، فأن السؤال الاهم هو ليس في أجراء الانتخابات ونجاحها، ولكن في ما سوف يحدث بعد ذلك، أي هل من الممكن ان تؤدي هذه الانتخابات الى تجاوز مرحلة قاتمة، او الى حلحلة الجمود الحالي في الوضع الفلسطيني، وهل من الممكن وفي ظل الظروف الحالية، ان تؤدي الانتخابات الى البدء العملي لحل المأزق الفلسطيني الداخلي، او ان ما سوف يحدث هو العكس، اي هل من الممكن ان تؤدي نتائج الانتخابات المحلية، وليست الانتخابات نفسها، الى تعقيد الوضع الفلسطيني، والى تعميق الانقسام، والى افراز سلبيات وتعقيدات وتشرذم ,اتهامات متبادلة، اكثر مما هو في الوقت الحالي؟

ومن المعروف، وعلى صعيد العالم، ان الناس او السياسيون اوالمشرعون يلجأون الى الانتخابات، وبغض النظر عن نوع هذه الانتخابات، من اجل اخذ رأي او حكم الناس، في مواقف وفي اوضاع وفي اشخاص وفي امور حالية ومستقبلية، تخص الناس والمجتمع والبلد، وبالتالي فأن المهم، ليس هو الانتخابات بحد ذاتها، وانما نزاهة او مصداقية عملية الانتخابات، وكذلك نتائج او تطبيق نتائج هذه الانتخابات، اي طبيعة اختيار الناس، والاهم كذلك هو احترام نتائج الانتخابات من قبل كافة الاطراف، او من قبل القوى المتواجدة والفاعلة والمؤثرة في الساحة، وبالتالي التوقع بأن يتم تطبيق اختيار الناس، من خلال صناديق الاقتراع، على الارض، سواء من خلال اختيار الاشخاص او السياسات، او من خلال نتائج الاستفتاءات، التي في العادة ترافق الانتخابات، وبالتالي فأن السؤال الاهم، هو هل الارضية والشروط والقناعة متوفرة، وعند كافة الاطراف الفلسطينية، من اجل توفير الاجواء الديمقراطية، ومن اجل اجراء انتخابات نزيهة، ومن اجل احترام نتائج انتخابات، وبغض النظر عن هذه النتائج، او مهما افرزت هذه الانتخابات، سواء اكان هذا الافراز في الضفة او في غزة؟

وفي ظل الحديث عن كل ذلك، فأن علينا التذكر، ان الواقع الذي ما زال ينخر في جسد المجتمع الفلسطيني وبكافة اجيالة، وبعيدا عن الخلفيات السياسية والحزبية والفكرية، هو الانتماءات العائلية او العشائرية، ورغم الوعي، ورغم النسبة الكبيرة من الاجيال الشابة، ورغم النسبة المتصاعده من مشاركة النساء في نشاطات عديدة في المجتمع الفلسطيني ومن ضمنها الانتخابات، ورغم النسبة الكبيرة، التي يحويها المجتمع الفلسطيني من خريجي الجامعات والتعليم العالي، الا ان الانتماء العائلي كان وما زال وربما سوف يكون واضحا او حتر مؤثرا، في الانتخابات المستقبلية، وهذا الاقحام للعنصر العائلي وبعيدا عن الكفاءة، يمكن ان لا يؤدي الى النتائج التي يطمح لها المواطن الفلسطيني، وبالاخص في افراز نتائج، تؤدي في المحصلة الى حلحلة المأزق الفلسطيني الداخلي، او نتائج تؤدي الى الخروج من مأساة الانقسام؟

وبالاضافة الى توفر الاجواء المحلية، ووجود القناعة الداخلية، بأهمية اجراء الانتخابات، وبضرورة احترام نتائجها، من اجل الخروج او من اجل حلحلة المأزق الفلسطيني الحالي، فالسؤال المهم كذلك، هو هل الاجواء او الظروف او مصالح الاطراف الكثيرة، او اللاعبين المتعددين، سواء في المنظقة من حولنا، او في العالم، اي هل هذه الاطراف تريد اجراء انتخابات في الوقت الحالي، وبالتالي التخلص من الانقسام الفلسطيني، ام انها تحبذ المحافظة على الجمود الحالي، وعلى الانقسام والتشرذم، من اجل استخدامة في اوراق سياسية، ولخدمة المصالح، او لاضعاف هذا الطرف او ذاك؟

وفي ظل التحضير لاجراء انتخابات محلية شفافة ويتوافق عليها الجميع، وبالتالي ربما تشكيلها خطوة نحو خطوات انتخابية أشمل وأعمق في المستقبل، فأن الخوف من نتائج هذه ألانتخابات، حتى ولو كانت محلية هو الخوف من مواصلة وبل من تعميق وتجسيد الوضع الحالي، بشكل يسير نحو القبول بالوضع الحالي كوضع طبيعي، من ناحية الانقسام والتشرذم، وليس فقط على المستوى السياسي او على مستوى الادارة الحكومية، ولكن على مستوى تقديم الخدمات المحلية للناس؟