ناصر اللحام: من تكون !!!!!

الكاتب: عوني المشني

حتى تكون صديقي صحافيا جيدا ومحايدا ومهنيا يجب ان تكون مع الرئيس، ظالما او مظلوما يجب ان تكون معه، مخطئا او مصيبا يجي ان تكون معه، ذهب شرقا او ذهب غربا يجب ان تكون معه، صمت او تكلم، رفض او وافق يجب ان تكون معه.
حتى تكون صديقي صحافيا جيدا ومحايدا ومهنيا يجب ان تكون مع حماس، حاربت او وقعت هدنة، ذهبت للمصالحة او عززت الانقسام، وقفت مع بشار الأسد او ضده، كانت فرع من الاخوان المسلمين ام تنظيم فلسطيني مستقل، قامت او قعدت يجب ان تكون مع حماس.
حتى تكون صديقي صحافيا جيدا ومحايدا ومهنيا يجب ان تكون مع قوى اليسار، نجحوا او فشلوا، صاروا اكثرية او أقلية، وقفوا مع حماس او مع السلطة، شاركوا في الانتخابات او قاطعوا، حصروا المجلس الوطني او لم يحضروا، يجب ان تكون مع اليسار. 
ويجب صديقي ان تكون مع محمد دحلان ومع جِبْرِيل الرجوب ومع سلام فياض ومع ياسر عبد ربه و.... و ...... و...... و...... حتى تستنفذ حرف الواو من معاجم اللغة.
صديقي اذا لم تكن كذلك فأنت منحاز وانت صحيج وانت معارض وانت منافق وانت منشق وانت كافر وانت انتهازي وانت مارق وانت ..... وانت ..... وانت ..... وانت ...... وانت .... حتى نتستنفذ كل ضمائر المخاطب من معاجم اللغة. 
هكذا هم، يريدون الصحافي، هكذا يريدونك.
السؤال الاهم ليس ماذا يريدون هم، لان ما يريدون هو ان تكون انت اي شئ وكل شيئ باستثناء ان تكون انت ذاتك الصحافي الناجح المحايد .
السؤال الاهم : ماذا تريد انت ؟؟؟؟
ربما بحكم صداقتي بك اعرف ما الذي تريده
ان تكون ذاتك، فهذا حق لا ينازعك به احد، هذا ما عرفتك عليه
ان تكون ضمير الجموع المهمشة وصوتها وصدى قهرها والمها ، هذا وأحب ثقيل انت اخترته بقناعة رغم جسامة الخيار .
ان تكون مع الحقيقة أينما كانت واي مثلها ، هذا ما كنته وما عبرت عنه رغم الضغوط والإغراءات ،
صديقي ، الأحجار المثمرة هي التي ترمى بالحجارة ولا يطعن من الخلف الا من كان في المقدمة
صديقي ناصر أعرفك من صوتك اكثر مما أعرفك من شكلك ، لتبقى ذاك الصوت الذي يعرفك الناس به .
أعرفك من حروف كلماتك لتبقى تلك الحروف التي لها طعم ورائحة ولون الناس
أعرفك من مواقفك لتبقى موقف عز عندما عزت المواقف